على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

جُنَّ جنون إسرائيل بسبب اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين. لكنّ جنون إسرائيل لا يجب أن يدفعنا نحو الانتشاء غير المُبرَّر. الاعتراف بدولة فلسطين بدعة بدأت بمفاوضات عرفات وهي تعني اعتراف بمنظمة التحرير، قبل أن تتحوَّل إلى اعتراف بسلطة «حتف» العميلة في رام الله. ماذا يعني الاعتراف وماذا يكلِّف؟ هذه الدول ستزيد من طبيعة علاقتها مع سلطة عصابة رام الله. ودعم العصابة في مصلحة إسرائيل ولو كانت إسرائيل لا تراها كذلك. أميركا تختلف مع إسرائيل حول هذه النقطة: هي تقول لإسرائيل (كما تقول للموساد والشين بيت) بأنّ السلطة العميلة تقدّم خدمات جليلة لإسرائيل، وإنّه يجب دعمها وتمويلها باستمرار. نتنياهو لا يرى ذلك ويريد منها المزيد من العمالة. توماس فريدمان، الصهيوني العنصري، كتب أمس عن السلطة: «يعلم نتنياهو علم اليقين الحدّ الذي تتعاون فيه السلطة الفلسطينيّة مع الجيش الإسرائيلي والشين بيت لإبقاء الغطاء على الضفة الغربيّة». الدول الثلاث أزعجت إسرائيل لكنها تفكّر بمصلحتها هي. وفي أي حدود هذا الاعتراف؟ وماذا يعني الاعتراف بدولة واقعة تحت الاحتلال؟ الجزائر نالت الاعتراف بعدما دحرت الاحتلال الفرنسي وليس قبل ذلك. كانت «جبهة التحرير» تتعامل مع الدول على أساس أنها تسعى إلى تحرير دولة الجزائر بالحدود المعترف بها. هذه الدول الأوروبيّة (الشريكة في محور الإبادة الغربي) لا تريد أن تعاقب إسرائيل ولا تريد أن تطلب تنازلات من إسرائيل. هي فقط تريد إصدار موقف لفظي ليست له ترجمة على الأرض في ما يتعلّق بتحسين حياة الشعب الفلسطيني. الدعم الحقيقي للقضيّة الفلسطينيّة يكون عبر المساهمة في التخلّص من سلطة أوسلو العميلة التي لا تزال ــ رغم حرب الإبادة ـــ تقدّم خدمات تجسّسيّة للعدو الإسرائيلي وتقوم بدور الدلّال عندما تبحث قوات العدوّ عن مقاومين لقتلهم. الاعتراف الحقيقي بدولة فلسطين يجب أن ينتظر تحرير الأرض من ربقة الاحتلال بالكامل، لأنّ دول الغرب المتآمرة تحاول أن تتحايل كي تظهر بمظهر المؤيّد لفلسطين فيما هي في خندق أعداء الشعب الفلسطيني.

0 تعليق

التعليقات