على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كالعادة، استعملت الولايات المتحدة حقّ الفيتو ضد قرار من مجلس الأمن لحماية إسرائيل. القرار كان يتعلّق بالاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة. المندوب الفلسطيني كاد ينهار وهو يلقي خطبة كلّها توسّل واستجداء (وهذا يطبع كل خطب وتصريحات أفراد عصابة الفساد والعمالة في رام الله). لكنّ مسألة المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين بدعة اجترحها متحذلقو منظمة التحرير المحيطين بياسر عرفات. كان إعلان الاستقلال في عام 1988 المقدّمة الضروريّة لارتكاب الخديعة الكبرى في أوسلو. كيف تعلن استقلال دولة تحت الاحتلال؟ تطلب من محمود درويش أن يكتب نصاً نثريّاً جميلاً مُستوحى من إعلان «الاستقلال الإسرائيلي» مع الفارق بين الاستقلالَين. استولت الحركة الصهيونيّة على الأرض بقوّة السلاح وطردت أهلها منها. لكن كيف تستطيع إعلان دولة وأنت واقع تحت الاحتلال؟ هذا جزء من الأوهام التي تخصّص ياسر عرفات في زرعها في أذهان الشعب الفلسطيني. هو أراد أن يختصر مرحلة النضال التي ينال الشعب بعدها الاستقلال عبر توليفة لا قيمة قانونيّة لها. المؤتمر الوطني الأفريقي لم يعلن الاستقلال قبل تحقيق نهاية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. كي تحصل على شرف الجلوس مع وفد أميركي في عام 1988، أعلنت قيادة منظّمة التحرير على لسان عرفات (في نصّ كتبه له الصهاينة في وزارة الخارجية الأميركيّة وأرسلوه بالفاكس) نبذ «الإرهاب» والتنصّل منه. إعلان الاستقلال يحصل بعد تحرير الأرض وليس قبله، إلا إذا أرادت «حركة التحرير الفلسطيني» (حتف) إقناع الشعب الفلسطيني بأن الأراضي الفلسطينيّة الخاضعة لأحكام اتفاقيات أوسلو هي أراض محرّرة وهناك سيادة فلسطينيّة عليها، وأنّ قادة «الثورة» الموقّرة في رام الله هم أسياد وليسوا عبيداً للاحتلال. إعلان الدولة سيكون آخر مرحلة في النضال الفلسطيني، لكن بعدما تخلّت «حتف» عن الكفاح المسلّح وسلّمت كل أوراقها إلى أميركا وإسرائيل، تحتاج إلى حركة أو استعراض جديد كي تذكّر العالم بوجودها. والعرب الذين شاركوا في مهزلة طلب إعلان الدولة في الأمم المتحدة شاركوا في الخديعة، وسكتوا عن الرفض الأميركي الذي فضح كذب الإدارة حول دعم حل الدولتَين.

0 تعليق

التعليقات