على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

بريطانيا تفكّر في الاعتراف بدولة فلسطين. يا للعظمة. وحسام زملط، مندوب السلطة في لندن (الذي أبلى بلاءً حسناً في مقابلات تلفزيونيّة في الحرب) هرع إلى «إكس» (تويتر سابقاً) وأعلن أنّ اللحظة تاريخيّة ستمحو عار وعد بلفور. بعد يوم واحد، سرّبت الحكومة الأميركيّة أنّها طلبت من وزارة الخارجيّة إمكانيّة (ليس كل ما يُراد مُمكناً) درس الاعتراف بدولة فلسطين. نحن يسهل خداعنا ومنظمة التحرير ذات مسار طويل من الخداع والانخداع (محمد دلبح عنونَ كتابه عن تاريخ حركة «فتح» بـ «ستون عاماً من الخداع»). الاعتراف لا معنى له. على العكس، هو جزء من خطة بسط الوجود الاسمي الأمني لعصابة السرقة والعمالة في رام الله إلى سائر أرجاء الأراضي الفلسطينيّة الخاضعة لحكم أوسلو (غير المُنفَّذ). حكومات الغرب تعلم مدى عداء العالمَيْن العربي والإسلامي لها (سقط اسم الغرب ويجب، احتراماً لذكائنا، أن نُقلع عن وصف الغرب ونصرّ على تسمية الناتو وحلف الناتو لأن الغرب ليس إلا تحالفاً أمنيّاً إبادياً استعمارياً). يريدون إنقاذ سمعتهم بعد حرب الإبادة (وهي مستمرّة بدعمٍ وحماسٍ غربي رافض حتى لوقف النار). أميركا تريد أن تمتدّ السلطة الاسميّة لعصابة لحد فلسطين إلى غزة، وهذا الاعتراف هو خطة من أجل ذلك. ما معنى الاعتراف وغزة مُدمَّرة وإسرائيل ترفض رسمياً قيام الدولة والضفة مقطّعة الأوصال ومبعثرة والمستوطنات تزداد يوماً بعد يوم؟ الاعتراف الغربي بالدولة هو بنفس درجة خواء إعلان الاستقلال الفلسطيني من عرفات. هذه ألاعيب لا يجب أن تنطلي. لو أنّ الاعتراف الغربي يترافق مع إصرار على انسحاب إسرائيل من أراضي الدولة المُزمع إنشاؤها، لقلنا إنّ ذلك منطقي (من منظور سياستهم). لكن الإعلان لن يكون إلا لفظياً من طرف واحد ومرتبط، وفقاً لما فصّل أمس توماس فريدمان، بسلسلة من الشروط، أهمّها بناء قدرات أمنيّة فلسطينيّة فعّالة لتأمين سلامة إسرائيل. علم أن تكون الدويلة منزوعة السلاح إلا من السلاح الذي يُوجَّه إلى صدور المقاومين (وفقاً لوصفة أوسلو تماماً). سيمرّ نحو خمسين عاماً قبل أن تُعلن أميركا أنّ الشروط تحقّقت.

0 تعليق

التعليقات