على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أفصحَ محمد بن سلمان أمس عن موقفه من مفاوضات التطبيع مع إسرائيل. كان صريحاً. قال إنّ الطرفيْن يقتربان أكثر فأكثر، يوماً بعد يوم، مثل الذي يتحدّث عن محبوب أو محبوبة. وكانت الصحافة الإسرائيلية قد نشرت أنّ محمد بن سلمان قد أوقف مفاوضات التطبيع مع أميركا، وشككتُ بذلك على الفور على تويتر (أرفض اسم «إكس»). محمد بن سلمان ليست لديه من رؤية سياسيّة غير التطبيع والضمانات الأمنيّة من أميركا لحماية عرشه الذي يبنيه بالتدريج. قال عن سقف طموحاته بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني إنّه يريد «تحسين حياة الفلسطينيّين». بهذا، يكون محمد بن سلمان قد وضع أدنى سقف لتسوية مع إسرائيل حول الصراع. حتى أنور السادات طالب بأكثر من ذلك. سقف محمد بن سلمان هو نفس سقف إسحاق شامير الذي رفض قبول أي حق سياسي للشعب الفلسطيني. السعوديّة كانت وراء تسوية دولة فلسطينيّة مقابل تطبيع كامل (هذا مضمون المشروع العربي السيّئ الذكر الذي فرضه النظام السوري ـــ بإيعاز من السعودية ـــ على لبنان يومها). تحسين حياة الفلسطينيّين هو نفس سقف وعد بلفور الذي لم يعترف بحق سياسي أو قومي للشعب الفلسطيني. من الواضح أنّ المفاوضات بين السعودية من جهة وبين إسرائيل وأميركا من جهة أخرى تدور حول أمور لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني. هو يريد محطة طاقة نوويّة ولإسرائيل حق الفيتو على أي منحة أميركيّة لأي بلد عربي. هو يريد أسلحة متطوّرة ولإسرائيل حق الفيتو على ذلك (حتى إنّ السفير الإماراتي في واشنطن يتسوّل أسلحة متطوّرة من اللوبي الإسرائيلي القريب منه). هو يريد ضمانة من أميركا لحماية النظام من شعبه ومن أي دولة أخرى. يريد أن تعامل أميركا السعودية كما تعامل دول الناتو. وقد نشرت «نيويورك تايمز» قبل أيام أنّ الاتفاقية الأمنيّة بين البلدين ستشبه الاتفاقية الأمنيّة بين أميركا واليابان وكوريا الجنوبيّة. طبعاً، يريد محمد بن سلمان تعهّداً ما للشعب الفلسطيني ليس لأنّه يكترث له، بل لأنّ ذلك مهمّ لشرعيّة النظام السياسيّة. هل أنّ التسوية مع إيران ستضمن سكوتاً من فريقها على التطبيع؟

0 تعليق

التعليقات