على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشرت مجلّة «نيويوركر» مقالة بحجم كتاب عن محمد بن راشد، مقالة تفصّل أسلوب حكم الرجل وطريقة تعاطيه مع بنات عائلته، ومع النساء بصورة عامّة. المعلومات باتت معروفة في الإعلام العالمي لكنّ الإعلام العربي يتستّر بطريقة مضحكة، كأنّ الأمر لا يعنيه. حتى المواقع الـ«مودرن» (أي تلك التي تتلقّى التمويل من حكومات الـ«ناتو» وجورج سوروس) بالكاد لاحظت الخبر لأن التمويل يفرض حصر الاستفظاع والتنديد والاستنكار ببشّار الأسد وزوجته أو بحكّام إيران. محمد بن راشد من أسوأ نماذج الحكم، وليس ذلك بمعايير السياسة فقط. تستطيع أن تأخذ ذلك بمعايير الليبراليّة التي يتشدّق بها دعاة السعوديّة والإمارات في العالم العربي. تصوّر أنّ كليّة محمد بن راشد للإعلام (في الجامعة الأميركيّة التجاريّة في دبي) تزهو بأنّها تعدّ خرّيجيها للنطق بسياسات الحكم وتوجّهاته. الإعلاميّون اللبنانيّون يشكّلون جوقة من التطبيل والتزمير لمحمد بن راشد. كوميدي لبناني سابق (بعدما تحوّل من الهتاف لنصرالله إلى الهتاف لمحمد بن راشد ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد، فقط لأنّه لم يكن يدري أن هناك أطول برج في العالم في الإمارات وأنّ هناك وزيراً للتسامح في الإمارات، وإن كان مُتهماً بالاغتصاب والتحرّش في محاكم بريطانيا) يحذّر من المساس بالإمارات لأنّها برأيه تمثّل الحوكمة الرشيدة وحكم القانون، وقال إنّ السلطة تُمارَس هناك بسهولة من الأب إلى أبنائه، وطالب بتطبيق النموذج على لبنان. تحدّثت المجلّة المذكورة عن سوء تعامل مع عاملات الجنس في بلاط الحاكم، لكنّ المكتب القانوني لمحمد بن راشد لم يخجل من إصدار بيان رسمي للمجلّة ذكرَ فيه أنّ عاملات الجنس في البلاط لم يتعرّضن لسوء معاملة أو استغلال. تستطيع أن تطمئنّ الأمة على الوضع في بلاط الحاكم الرشيد. وهذه الفضائح واستعمال التقنيّات الإسرائيليّة لرصد تحرّكات بنات وزوجة الحاكم (والمواطنين كافة) ملأت الصحف الغربيّة وقيّدت من حركة محمد بن راشد في دول الغرب، لكنّ أبواقه في الإعلام العربي ما زالت على حالها من التملّق. متى يصبح لدينا إعلام لا يخاف طغاة الثروة؟

0 تعليق

التعليقات