على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

غسان تويني وكمال جنبلاط. في مقابلته مع جاد غصن، رسم نقولا ناصيف صورة غير دقيقة أبداً عن العلاقة بين غسان تويني وكمال جنبلاط. صحيح أنّه كان هناك تعاون في مرحلة الانتفاضة على نظام بشارة الخوري، لكنّ العلاقة لم تكن حسنة أبداً عبر السنوات. تويني كان متحالفاً تاريخيّاً مع كل خصوم كمال جنبلاط، من دون استثناء. كان كمال جنبلاط دائماً يشكو من تجنّي «ابن التويني» عليه في جريدته. لا تأخذوا بكلامي: عودوا إلى الأرشيف في الستينيّات والسبعينيّات، إذ تجدون أنّ عناوين وأخبار الجريدة الثابتة في الشمعونية والانعزاليّة كانت تسخر دوماً من كمال جنبلاط، لا بل كانت تشككّ في قواه العقليّة. «النهار»، كما نعلم، كانت جزءاً من الجهاز الدعائي الأميركي العالمي ضد اليسار والشيوعيّة في الحرب الباردة، وكانت تتلقّى التمويل الخليجي المُوجَّه أيضاً ضد القوميّة العربيّة واليسار. العلاقة بين غسان تويني وكمال جنبلاط أصبحت قويّة فقط بعد اغتيال كمال جنبلاط، أي أنّ غسان تويني أعادَ رسم شكل العلاقة لأنّ ذلك كان مؤاتياً لمصلحة جريدة «النهار». كتاب لويس الحاج «من مخزون الذاكرة»، كشف الكثير من الحقائق عن «النهار» (لويس الحاج هو الموهبة المسؤولة عن نجاح «النهار» قبل الحرب، وكان المترجم الرسمي المعتمد لمقالات تويني). وكانت الجريدة تتدخّل لتلطيف التصريحات الطائفيّة اليوميّة لبيار الجميّل. في مجلّد «سر المهنة»، يصارح تويني المحاور بالنسبة إلى التأثيرات عليه: إن التاثيرات الكبرى عليه كانت من شارل مالك وكميل شمعون وأنطون سعادة (في المرحلة الشبابيّة). لم يذكر كمال جنبلاط، مع أنّ ناصيف في المقابلة المذكورة جعل منه مُلهماً لتويني الموغل في اليمينيّة والرجعيّة. لا يمكن إعادة رسم صورة العلاقة بناءً على حنين سياسي وتغيير الدور السياسي لـ«النهار». وليس صحيحاً بالمناسبة أنّ تويني كان وزير تربية محبوباً في زمانه: قامت تظاهرات ضدّه في حكومة «الشباب» في أوائل السبعينيّات. ثم هناك وثائق جديدة من الأرشيف الأميركي (استعملها نيت جورج في أطروحته للدكتوراه في جامعة رايس) تقول إن تويني كان يتعاون مع السفارة الأميركيّة لمحاربة اليسار وإفشال مرشّحيه في الجامعة اللبنانيّة.

0 تعليق

التعليقات