على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كان الاتحاد السوفياتي يُطلق على نفسه وعلى حلفائه صفة «المُحبّين للسلام». وكانت منظّمات متحالفة مع الاتحاد السوفياتي تحمل اسم السلام. الغرب تشدّق بكلمة حريّة (وهي ليست عنده إلّا حريّة رأس المال) والمنظومة الشيوعيّة رفعت لواء السلام. لم أحمل يوماً على محمل الجدّ استغلال الغرب لمصطلحات الحريّة، لكن لم أكن آخذ على محمل الجدّ مصطلحات السلام من قبل المنظومة الشيوعيّة. الآن بتّ أصدّق ذلك الادّعاء. الاتحاد السوفياتي كان بجدّ محباً للسلام وتجنّب أي حرب مع الغرب، وإلى درجة الإفراط والسذاجة. لو أنّه أرخى قليلاً حبّه للسلام لكان انتصر في أفغانستان وسمح لعمر الاتحاد السوفياتي بالامتداد أكثر. من معلومات مؤتمر ميونيخ الأمني (الحربي؟) أن الغرب شعر «بالقلق»، حسب وصف صحيفة الـ«غارديان»، لأنّ المندوب الصيني إلى المؤتمر يحمل معه مشروع سلام لوقف الحرب في أوكرانيا. الغرب قلق من إمكانيّة تحقيق السلام هناك. الغرب لا يريد السلام، بل يصرّ على استمرار الحروب لأنّها وحدها تسمح له بالهيمنة الدائمة. علينا أن نتأمّل الخبر مليّاً: الغرب يخشى السلام. هو يلوم روسيا فقط على الحرب لكنه لا يريد السلام ويعطّل كل مشروع للسلام. نعلم أنّ الرئيس الفرنسي (في بداية الحرب) حاول أن يروّج لمشروع سلام يجعل من أوكرانيا نسقاً من فنلندا (لكنّ فنلندا أبطلت حيادها الذي نعلم اليوم أنه كان مزيّفاً وليس إلا خدعة، كما الحياد السويسري) لكنّ أميركا منعت ماكرون من المضي بعيداً (ماذا حلّ بمهل ماكرون في لبنان؟ لا تزال سارية؟ أنا مهتم لأنني ملتزم بها). تحاول الصين أن توفِّق بين الطرفيْن المتصارعيْن لكنّ أميركا تمنع وقف الحرب. والرئيس الأوكراني ليس إلّا أداة بيد حلف شمال الأطلسي، مثله مثل المواقع «المستقلّة» التي يموّلها الغرب في الدول النامية. الصين دولة مسالمة ولم تشعل حروباً ولم تؤجّج صراعات، لكنّ أميركا وأبواقها تتحدّث عن «عدوانيّة» الصين. أين يتجلّى ذلك؟ وفي الصراع الروسي تستطيع أن تلوم هذا الطرف أو ذاك، لكن من ينفي أنّ أميركا تمنع وقف الحرب؟ هي مفيدة لها لألف سبب وسبب.

0 تعليق

التعليقات