على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هل رأيتم فولوديمير زيلينسكي وهو يخطب أمام الكونغرس الأميركي؟ أنا شاهدتُه بأمّ العيْن. انتظرتُه على قارعة الطريق في الجادة التي تصل إلى الكونغرس. رأيته يدخل على صهوة جواد مطهّم. كان يحمل سيفاً وشهره بوجه الشيوعيّة والتطرّف المعادي للمصالح الأميركية. لا، لم أرَه على صهوة جواد. دعوني أعدّل في وصفي للأمانة الصحافيّة. رأيتُ فولوديمير وهو يطير، وكان يرفع يديه في السماء على طريقة سوبرمان، قبل أن يهبط رويداً رويداً، ويأخذ مكانه أمام الجمع المعظّم. لا، لم أرَ ذلك. اختلط الأمر عليّ وتشوّشت الرؤية. لقد رأيتُ فولوديمير وهو يقتحم مبنى الكابيتول في دبّابة، وكان يرمي حمماً نحو الأشرار الذين صدفَ وجودهم على جادة الاستقلال في ذلك اليوم. وعندما بدأ فولوديمير بإلقاء خطابه، كنتُ بين الحضور، أصفّق عندما يصفّقون وأقف عندما يجلسون، وأجلس على كرسي عندما يجلسون القرفصاء مُنصتين. كنتُ أجلس بين رئيسة مجلس النوّاب وبين نائبة الرئيس الأميركي. أحرقتُ البخور فوق رأسه فيما كان يقرأ ما كتبت له شركة علاقات عامّة أميركيّة من كلام. أنا بكيتُ عندما كان يقرأ خطابه. كيف لا أبكي وأنا أتابع بحرقة الملحمة التي يسطّرها الشعب الأوكراني في مقاومة الإمبريالية الروسيّة؟ لم يهبّ أحد لنجدة أوكرانيا باستثناء أكثر من 30 دولة من البيض. لكن دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينيّة لم تناصر المقاومة الأوكرانيّة، لماذا؟ لأنّ سكان هذه البلاد يحفظون جميلاً للاتحاد السوفياتي في حقبة محاربة الاستعمار الغربي؟ وما علاقة ذلك بذاك؟ «كل شي إله شي»، كما يُقال في الكلام البيروتي القحّ. إنّ نضال الشعب الأوكراني خصوصاً في اقتنائه للسلاح الغربي يعنينا جميعاً لأنّ ذلك هو نضال الضعيف ضدّ القوي. والنضال الأوكراني لا معين له إلا مال المحسنين والمحسنات. أميركا تقتّر بالمساعدة ولم تهبه إلا 100 مليار دولار فقط. هل هذا يكفي؟ حتماً، لا. نحتاج إلى 500 مليار دولار على أقل تقدير. ولقد أصدرت أوامري لشعوب العالم النامي كي تبيع حلي نسائها وتهب ما تملك لصالح نضال الرجل الأبيض في نظام فاسد لكن جميل.

0 تعليق

التعليقات