على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

من أفدح الأخطاء السياسيّة لحزب الله في السنوات الأخيرة هي فشله الذريع في إدارة الصراع بين حلفائه. الحزب هو أقوى طرف في حلف بات يضيق باستمرار بعد هجرة الكثير من الأطراف عنه منذ اغتيال الحريري، وخصوصاً منذ تدشين مرحلة التطبيع الخليجي. قبول الحزب بخوض الانتخابات النيابيّة الأخيرة من دون تصفية الخلاف بين الحلفاء كان من أكبر الأخطاء السياسيّة له. إنّ فشل عهد ميشال عون (بكلّ المقاييس) هو في جانب منه نتيجة إهمال الحزب للخلاف المستحكم بين برّي وباسيل وبين فرنجيّة وباسيل. الخلاف بين «أمل» و«التيّار» بلغ حدّاً عزّزَ من كل مواقف خصوم وأعداء الحزب. حركة «أمل» تهجو «التيار» باستمرار ــــ من خلال بيانات رسميّة وتصريحات وتغريدات المناصرين ــــ لكنّها تمتنع عن هجاء حزب الكتائب و«القوّات اللبنانيّة». كل الكلام عن تجوال الخليلَيْن يزول عندما تدرك أنّ الحزب وقفَ وسمح باستحكام الخلاف إلى هذه الدرجة الفظيعة. كيف يمكن أن يتسنّى لعهد ميشال عون تمرير أي مشروع (صائباً كان أم ظالماً) بوجود الصراع والمعارضة الدائمة من قبل رئيس مجلس النوّاب؟ كيف أصرّ الحزب على ترئيس ميشال عون من دون أن يضمن حدّاً أدنى من النجاح للحكم؟ طبعاً، ليست المسؤوليّة على عاتق «أمل» وحدها، فـ «التيّار» لم يقصّر في التعبير بأشد العبارات وأقذعها عن رفضه لدور نبيه برّي و«أمل». لكن المشكلة أكبر من الصراع بين الحليفَيْن. الحزب هو حزب سرّي يألف العمل السرّي، وهذا كان سبب نجاحه الباهر في صراع إسرائيل. إنّ فشل منظمة التحرير والحركة الوطنيّة (بدورها المتواضع جداً في هذا المجال) في الصراع مع إسرائيل مردّه إلى الانفلاش الذي أدى إلى الاختراق. لكن العمل السياسي الذي أصرّ عليه الحزب بعد عام 2005 يحتاج إلى العمل الجبهوي. بكل المعايير إنّ تجربة «الجبهة اللبنانيّة» أو «14 آذار» هي أنجح بكثير من تجربة «لقاء عين التينة» (كان يضمّ الوسطي ميقاتي) أو «8 آذار». الحزب لن يصل إلى أهدافه السياسيّة قبل إتقان أصول العمل الجبهوي.

0 تعليق

التعليقات