على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كيف تقيس حدة الانقسام في بلد ما؟ هذا علم يتطوّر باستمرار ويعتمد على استطلاعات رأي شاملة. مؤسّسة «بيو» هنا تسأل مناصري الحزبين عن رأيهم في الحزب الآخر (ومؤسّسة «بيو» من الأفضل في العالم في استطلاعات الرأي العالمية لكن الجودة والاعتماديّة تنقص في تغطية مناطق أخرى بسبب سوء الترجمة أحياناً وضرورات تلزيم الاستطلاعات في بلدان ما لشركات محليّة). تسأل «بيو» مثلاً أعضاء الحزبين عن وصفهم لأعضاء الحزب الآخر فتجد: نسبة الذين يرون أنّ أعضاء الحزب الآخر هم أغبياء ترتفع: كانت عام 2016 بين الديموقراطيّين 33 في المئة ثم ارتفعت إلى 52 في المئة عام 2022، وترتفع بين الجمهوريّين من 32 في المئة إلى 51 في المئة. أما في وصف «الكسل»، فترتفع النسبة بين الديموقراطيّين من 18 في المئة عام 2016 إلى 26 في المئة عام 2022، وترتفع بين الجمهوريّين من 46 في المئة عام 2016 إلى 62 في المئة عام 2022. وهذا الارتفاع والنسبة بحدّ ذاتها عند الجمهوريّين تنسجم مع انطباع المحافظين العنصري بأنّ الحزب الآخر يضمّ في صفوفه من الأعراق «المتدنّية» ومن الفقراء، والصورة النمطيّة أنّهم كسالى. أما في وصف «غير أمين» أو «غير شريف»، فترتفع النسبة من 41 في المئة عند الديموقراطيّين عام 2016 إلى 64 في المئة عام 2022. وعند الجمهوريّين ترتفع النسبة من 45 في المئة عام 2016 إلى 72 في المئة عام 2022. وفي وصف «اللاأخلاقي»، ترتفع النسبة من 35 في المئة عند الديموقراطيّين عام 2016 إلى 63 في المئة عام 2022. والنسبة في السؤال نفسه ترتفع عند الجمهوريّين من 47 في المئة إلى 72 في المئة. هذا يفسّر كيف أنّ الأميركيّين باتوا في اللقاءات العائليّة يتجنّبون الحديث السياسي مخافة إشعال مشاجرات وخصومات. ومع هذه الانقسامات الحادّة زاد الانطباع السلبي عند الأميركيّين بصورة عامّة عن الحزبيْن: فقد ارتفعت النظرة السلبيّة من 6 في المئة عام 1994 إلى 27 في المئة عام 2022. لم أسمع باستطلاع مشابه للفريقيْن في لبنان، لكن من الطبيعي أن يكون هناك تماثل في النظرة السلبيّة عن الآخر عندهما. لا للتخوين، طبعاً.

0 تعليق

التعليقات