على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

التغييريّون ظاهرة مسلّية، هي إعادة إنتاج لـ 14 آذار أكثر من حزب الكتائب وميشال معوّض. بعد ضجّة صاحبها ضرب على الطبل ونفخ في المزمار، عقدت الشلّة التغييريّة مؤتمراً صحافيّاً (وهدّدت بعقد مؤتمر صحافي آخر في وقت لاحق ــــ احذروا). وصفوا أنفسهم في بداية البيان بالمواطنين وأنهم «معذّبون». هم المعذبون في الأرض الذين تحدّث عنهم فانون. لو أنّ فانون علم أنّ الأثرياء باتوا معذّبين ومحرومين لحارَ في أمره. ويقول البيان إنّ صراخ اللبنانيّين وصل إلى «كل أصقاع الأرض» (هذه أكيد من صياغة النقيب خلف). وفي أوّل فقرة، تقرأ النفس الشنكري إذ تقرّر الشلّة ضرورة حصر «مسألة الحرب والسلم» بيد الدولة لأنّ في لبنان قوى تستفزّ إسرائيل الوديعة على الرايح والجاية وهذا مزعج لهم ولـ «كل أصقاع الأرض». والبيان يدين «اغتيال» علاقات دولة لبنان بـ «عالمها العربي والأجنبي» (لدي حدس أنّهم يتحدثون فقط عن السعودية والإمارات وأميركا ومؤسّسة واشنطن. إلا إذا كان الحديث هنا عن نيجيريا والأرجنتين). ثم حديث عن زجّ لبنان في «صراعات إقليمية ودوليّة». هل خطف سعد الحريري من قبل السعودية وإجباره على تلاوة بيان مناصرة حروب السعودية والإمارات يدخل في نطاق اهتمامهم مع أن الصياغة، مرة أخرى، هي شنكريّة بامتياز؟ وهناك حديث عن إصلاح اقتصادي مبهم المعالم لكن «ضمن اقتصاد حرّ». من الضروري إعلان الإيمان بالرأسمالية المطلقة، وإلّا كيف يكون التغيير من دون عقيدة رأسماليّة سمحاء؟ ويعود البيان ليؤكد «الطابع الحرّ للاقتصاد» ــــ يعني رفيق الحريري ورياض سلامة. طبعاً، هناك إشارة إلى ضرورة وضع الدفاع عن لبنان بيد أشرف ريفي وجوزيف عون لأنّهما الدولة المنشودة. لكن اطمئنّ قلبي عندما قرأت عن «إطلاق ديناميكيّة» (مرّة أخرى نفس النقيب خلف الشعري). ويريد الفريق «ترسيم الحدود أمام المراجع الدوليّة» ووفقاً للقانون الدولي. من هي المراجع الدولية التي يريدون رسم الحدود بحضورها؟ لماذا أشعر أنّهم يريدون دعوة المواطن الأميركي الحامل للجنسيّة الإسرائيليّة (وقد خصّهم بلقاء جميل) من أجل الاستعانة به شاهداً خصوصاً لأنّه ـــ بحكم الجنسيّة الإسرائيليّة ــ حريص على مصلحة لبنان. عاش لبنان.

0 تعليق

التعليقات