على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

سعد الدين الشاذلي هو بطل بحقّ وحقيق، وهو بطل على مستوى العالم العربي وفي قرن واحد. هذا جنرال حقيقي نستطيع أن نفخر به. هناك جنرالات مثل جنرال الفنّ مصطفى طلاس، أو جنرال اللَّاشيء مثل ميشال سليمان وهناك سعد الدين الشاذلي. سليل عائلة إقطاعيّة آمن بالثورة عندما كان صغيراً في السنّ والرتبة. بقي على إيمانه بالمشروع القومي العربي طيلة حياته. هذا كان بطلاً في كلّ مهمّة أُسندت إليه. كان في البعثة المصريّة في الكونغو والتي كان هدفها حماية لومومبا (الشاذلي هو الذي أمّن حماية أولاد لومومبا). الشاذلي شذّ عن سلوك الهزيمة والتخاذل الذي طبع حرب 1967. استطاع أن ينتقل بـ «مجموعة الشاذلي» (وكانت تضمّ المئات من قطاعات مختلفة) إلى خلف خطوط العدوّ في النقب حيث انتظر الفرصة السانحة ليمارس ما عجز عنه الجيش المصري آنذاك، أي الانسحاب المنظّم. منذ عام 1967، أصبح الشاذلي نواة لخطط بناء الجيش المصري وتحقيق النصر على العدوّ. شخصيّة مهيبة تفرض حضورها ولو في الإطلالات الإعلاميّة. تعرّف إليه كثيرون في برنامج «شاهد على العصر». اصطدم مع أنور السادات ومع جنرالات الطاعة من حوله. أقصاه السادات إلى لندن في منصب سفير. وهناك، لم يهدأ في الدعوة ضد الصهيونيّة ومحاججة الصهاينة والإسرائيليّين (ظهر مرّة ضمن برنامج تلفزيوني مع سفير إسرائيل، لكنه رفض أن ينظر إليه أو يحادثه وواجهه من خلال الكاميرا). أقصاه السادات بعد لندن إلى البرتغال، لأنّ البلاد ولغتها غير مألوفتين له. علّم نفسه البرتغالية وزاد على حروف اللغة ثم دأب على ترجمة القرآن إلى البرتغالية. أذكر تصريحاته وهو سفير: كيف كان يردّ على السادات لكن من دون أن يسمّيه وكانت جريدة «السفير» تنقل خطبه التي كان يلقيها في لندن. سليم اللوزي كان ينقل أكاذيب السادات في «الحوادث» ضدّ الشاذلي وقد واجهه الشاذلي حول ذلك. أغاظَ السادات وعارضه بشجاعة، فردّ السادات بفبركة قصّة انهياره يوم الحرب. حتى المطيع المشير الجمسي كذّب السادات في مذكّراته. هذا بطل يجب أن يُدرَّس في المدارس العربيّة كافّة.

0 تعليق

التعليقات