على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الاغتيالات في طهران تزداد. يصل عملاء الموساد إلى أشخاص يُفترض أن يكونوا في حماية محصّنة وصارمة. حتى الأرشيف النووي لإيران تعرّض للسرقة من قبل الموساد. إيران باتت ساحة يسرح فيها الموساد ويقتل. تُقارن ذلك بالعراق في زمن صدّام عندما كانت إسرائيل تعترف أنها بحلول الغزو عام 2003 لم يكن لديها أي عميل داخل العراق (ولم يكن لأميركا عميل في داخل النظام، على ما ذكرت صحف أميركا). طبعاً، كانت السّادة البرزانيّة في الشمال، كما الحال منذ السبعينيّات، ملعباً للموساد كي يتآمر منه على كل العالم العربي وعلى إيران. المشكلة أنّ النظام الإيراني يمتاز عن النظام الصدّامي بأنه مفتوح نسبيّاً بالرغم من سلطة الأمن فيه. النظام العراقي أدرك عندما باشر بالمشروع النووي والكيميائي أنه لا يمكن له المضي فيه بوجود مجتمع مفتوح، خصوصاً أنّ طبيعة صدّام قمعيّة وحشيّة ضد مواطنيه. هو بذلك أراد حماية النظام وحماية المشروع العسكري معاً. طبعاً، نجحت إسرائيل في اختراق صف الخبراء الأجانب الذين استعان العراق بهم. لم يستطع العدوّ ارتكاب عمليّة اغتيال في داخل العراق، وكان ينتظر خروجهم لارتكاب جرائمه ضدهم في بلدان العالم. إنّ الاغتيالات ضد مسؤولين وعلماء في إيران (ومسؤولين في حزب الله في سوريا) يستمرّ وهذا العدوّ لا يرتدع من دون ردع صارم. انظروا كم هو ــ خلافاً لطبيعته الإجراميّة ــ يلتزم بوقف النار «مثل الشاطر» على الحدود مع لبنان. هو تلقّى «علقة مرتّبة» ولا يجرؤ على إعادة الكرّة لأنه يعرف ما ينتظره ويعرف أن عدوّه (لا نتحدّث عن الدولة وقواها طبعاً) ينتظره بالمرصاد وهو يقوى أكثر مع كلّ مواجهة. حسابات إيران الدقيقة في ظلّ المفاوضات النوويّة تقيّد أيديها وهذا يشجّع العدوّ على المضي في غيّه. يسري على عدوّنا ما قاله هو عنا عبر العقود: إنه لا ينفع معنا إلا لغة القوّة. الحقيقة أن لغة القوة لم تنفع معنا ولهذا تحتاج أميركا إلى الحروب وإلى فرض طغاتها علينا. لكنّ حرب تمّوز أثبتت كم أنّ عدوّنا يفهم لغة القوّة.

0 تعليق

التعليقات