على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

في عصر العولمة، يخالُ الشخص في العالم النامي أنّه يعيش في الغرب، أو أنّ الغرب يعيشُ فيه. يخالُ أنّ الرجل الأبيض يتقمّصه وهذا الإحساس يُشعره بالتفوّق. يتابع أخبار الغرب، لكن ليس بدقّة. عندما ردّت داليا أحمد على الحملة العنصريّة (البغيضة) ضدّها، أوردت صوراً لقادة حقوق سود في أميركا وأفريقيا. مرّت ضمن السلسلة أوبرا وينفري (مقدّمة البرامج الخفيفة الشهيرة). أرى على المواقع استشهادات بأقوال لإيلي فيزيل، الكاتب الذي لولا صهيونيّته واستغلاله السياسي للمحرقة لما سمعَ به أحدٌ منكم. الجيل الليبرالي العربي الـ «كول» جداً يحتاج ليُثبت أنّه منفتح على كل ما يأتي من الغرب: لا يهمّ عنده حروب وغزوات وصهيونية وصفاقة وعنصرية واستشراق. بعض العرب في صحافة الخليج بات يبرع في الاستشراق (المُبتذل وليس العالِم والضليع) أكثر من مستشرقي الغرب. أرى على المواقع استشهادات بالأزرق والأحمر والأخضر لإيلي فيزيل. ضارِب الـ «بوزات» هذا، معروف في الغرب وكادت كتبه الخالية من أي قيمة أدبية أن تنال جائزة نوبل. أعطوه جائزة نوبل للسلام وهو لم يلتقِ بحرب إسرائيلية إلّا ورحّب بها. إيلي فيزيل (مع الليبرالي الصهيوني أموس عوز) كان من أوائل الذين ساووا بين الحركة الوطنية الفلسطينية والنازية. هؤلاء مسؤولون عن شيطنة الشعب الفلسطيني. إيلي فيزيل: هذا الذي له أقوال مسروقة في الغالب من كتّاب سبقوه، أصبح مرجعاً على المواقع في أنّ الصمت عن الجريمة هو مشاركة فيها. هذا الرجل صمت عن كلّ جرائم إسرائيل. إيلي فيزيل: حتى سرديّته عن تجربته في الحرب العالميّة الثانية (وهي تجربة فظيعة لأنه سيقَ إلى معسكرات الاعتقال النازي) لا تخلو من الشوائب والمبالغات. فضحه نورمان فنكلستين: فيزيل كتب أنّه قرأ كتاب إيمانويل كانت «نقد العقل المحض» باليديشيّة (لغة كانت محكيّة في أوروبا الشرقيّة، وهي خليط من لكنة ألمانيّة مع كلمات عبريّة وأخرى من لغات أخرى). وفي عصر «أنا أيضاً» لفضح التحرّش، تقدّمت فتيات بشكاوى ضدّ فيزيل حول كيف كان يتحرّش بصغيرات. الصحافة لفلفت القضيّة بسرعة.

0 تعليق

التعليقات