لا تجوز المقارنة بين المسلسل وLa Casa De Papel
لا تجوز المقارنة بين المسلسلَيْن، إذ لا رابط أساسياً بين القصّتين، باستثناء بعض الخطوط التي استعان بها «لعنة كارما» من العمل الذي أنتجه ألكس بينا لمصلحة شبكة «أنتينا 3». ولعلّ أهمّها وقوع البطلة اللبنانية في غرام رجل الأعمال المصري ــ الألماني الذي تسرق منه مليوني دولار. في «بيت من ورق»، يقع العقل المدبّر في غرام المحقّقة «راكيل» التي تساعده في النهاية وتقرّر بعد مرور عام من انتهاء العملية الانضمام إليه في إحدى الجزر خارج البلاد، حيث يكملان حياتهما معاً إثر تركها وظيفتها الرسمية.
هيفا هنا ليست كما رأيناها من قبل (مسلسل «مريم» مثلاً). هي ليست مقنعة أبداً، ويبدو أداؤها مشتّتاً وبدائياً ويقترب من الافتعال، وخصوصاً عندما تتحدّث بلهجتها الأم: اللبنانية. وُظّفت الحصّة الأكبر من المشاهد لإبراز مفاتن صاحبة أغنية «توتة» وجمالها، في ظل بذخ واضح على الملابس والأكسسوارات. نحن أمام صبية يُفترض أنّها حادة الذكاء وشديدة الدهاء، تخطّط لعمليات النصب التي تنفّذها العصابة المصغّرة التي تتعاون معها. لكن يبدو أنّ في داخل هذه المرأة سرّاً كبيراً وحزناً عميقاً مرتبطاً بالماضي لم يتكشّف بعد.
قد يطول الحديث عن المشاكل التي تعتري المسلسل، أهمّها تلك المرتبطة بالنص والحبكة. تخيّم الإطالة الشديدة وبطء الأحداث على جزء لا بأس به من المشاهد، بالإضافة إلى ضعف واضح في تفاصيل وأحداث عمليات النصب، فضلاً عن الحوارات غير المفهومة (شخص يُشبَّه بالصقر الذي يمكن أن يثور فجأة لأي سبب ومن دون رحمة... ثم يقال عنه عصفور يرغب في الخروج من القفص، لكن إذا فعل «الله يعين اللي برّا»!؟).
لا يخفى على أحد أنّ «لعنة كارما» معدّ على عجالة، ما أثّر بوضوح على كلّ جوانبه، أبرزها أداء هيفا التي أفرجت في السابق عن قدرات تمثيلية لافتة منذ فيلمها الأوّل «دكّان شحاتة» (2009 ــ إخراج خالد يوسف)، اضافة الى العقبات الإنتاجية واعتذار مجموعة من الأسماء. هكذا، وبدلاً من التشويق والإثارة، تحوّل الأمر إلى حفلة ملل بلا رائحة ولا طعم ولا لون!
* «لعنة كارما»: 23:30 على «النهار»، و22:30 على «النهار دراما»، و1:00 على TeN، و20:00 على «صدى البلد»، و6:00 على «النيل دراما»، و00:00 على «القاهرة والناس».