يبلغ عدد «المسنّين» اليوم (فوق الـ65 سنة) 600 مليون شخص. أي أكثر بثلاث مرات مما كان عليه قبل 50 سنة، وهذا العدد سيبلغ المليارين بعد 50 سنة. إذاً، مما لا شكّ فيه أنّ عدد المسنّين يزداد في العالم. وقد نظمت «أكاديمية العلوم والطب» في فرنسا مؤتمراً عن موضوع «ثورة طول العمر» التي عرفها العالم مع بدايات هذا القرن. ونقلت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أن المجتمعين من علماء وأطباء وباحثين سوسيولوجيين قد لاحظوا أنّ العمر الذي يعدّ فيه الإنسان «عجوزاً» يبدأ ببلوغ الـ 76 أو 77 سنة، وقد يصبح 82 سنة مع حلول عام 2040.
وأجمع الحاضرون على تحديد 3 معايير لتعريف «المسنّ» وذلك حسب عوامل الصحة الجسدية (وما يتعلق بها من استقلالية في التحرك وتأمين متطلبات العيش) والوضع الاجتماعي (تحدده العلاقات العائلية والتفاعل مع أفراد المجتمع) وأخرى نفسية (ترتبط بالقدرة على التفكير في المستقبل والتصرف وفق هذا التفكير). وقد طرح السؤال عما اذا كانت أحوال المسنّ أفضل مما كانت عليه في السابق.
وقدمت دراسات عديدة عن اختلاف «حاجة» المسنّ و«اعتماده على الآخرين» (إن في المشي والتنقل أو في ارتداء الملابس والطعام وغيرها من النشاطات الحياتية اليومية) بين بلد وآخر.
كذلك تنبّه العلماء من تحول «طول العمر» الى مشكلة عالمية مع ازدياد عدد المسنّين في العالم، فمثلاً في السبعينيات لم يكن هناك في اليابان مسنون يبلغون المئة من العمر، لكن عددهم يبلغ حالياً 30 ألفاً كما هي الحـال في فرنسا حيث يبلغ عدد الذين تخطوا المئة من العمر 15 ألف مسنّ بينما لم يكن هناك أي معمّر من هذا النوع في السبعينيات، وهو ما «سيخلق مشاكل ديموغرافية واجتماعية عديدة في مختلف أنحاء العالم».