سعيداً سأنفح روحي وأبدّدهافي تنهّد قيثارة.. عميقاً متناغماً..
فلو مات العازف بالذات،
هل أحقق الهدف المبجّل،
هل أنال الجائزة الأعدل: أن أهدّئ فيكِ البهجة والألم؟»
لم تكتسب هذه الأبيات الشعرية أيّ شهرة ومعظم الناس لا يعرفونها على الرغم من أن مؤلّفها هو أحد أشهر الفلاسفة والمفكّرين في العالم، كارل ماركس (1818 - 1883)، الذي قدم نظريات وأبحاثاً وكتباً في الاقتصاد والفلسفة والسياسة والتاريخ والاجتماع. وكانت له، على ما يبدو، محاولات شعرية ومجموعة قصائد لم ينشر إلا القليل منها. أمّا قصة ماركس مع الشعر، فبدأت في الثامنة عشرة من عمره وذلك بكتابة شعر غنائي مقفّى باللغة الألمانية، ويذكر موقع marxists.org أنّ المفكّر ترك ثلاثة دفاتر من القصائد بعنوان: «كتاب الحب» (بجزءين) و«كتاب الأغاني» وهو الأضخم ويحتوي على 53 قصيدة. وقد كتب ماركس على غلاف كل منها «إلى عزيزتي جيني فون ويستفالن، المحبوبة أبداً». وجيني هي المرأة التي أصبحت زوجة ماركس فيما بعد.
وتوضح لورا لافارغ ابنة ماركس أنّ والدها «كان يسخر من قصائده الشعرية تلك وكان يضحك لدى سماعه إياها». من جهته، يشير موقع «أمازون» لبيع الكتب على الإنترنت أنّ ديواناً شعرياً صغيراً لماركس بعنوان «قصائد حب كارل ماركس» صدر باللغة الإنكليزية عام 1977 وهو خارج عن الطبع، وتُعرض منه للبيع ست نسخ مستعملة ابتداءً من 100 دولار.
«فإذا قفز شغفه، حيّاً، جريئاً،
في تألّق الروح الجميل،
بجرأة سوف يطوي عالمك ويطيح بعرشك ويجرّك لأسفل،
ولسوف يحلّق أعلى من رقصة النسيم الغربي، وناضجاً سوف ينمو فوقك عالمٌ جديد!»
هكذا توجّه ماركس، ثائراً، لـ«جيني» في إحدى قصائده من «كتاب الأغاني».
(الأخبار)