خالد صاغيّة
لا ضرورة لعودة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيّد عمرو موسى. فلا أحد في لبنان يريد التسوية. لا المعارضة، ولا الموالاة، ولا الشعب. أمّا الإخوة العرب، فبدأوا يحذّرون رعاياهم: السعوديّة، الكويت، والآخرون سيلتحقون بهما. قرّرت دولهم فجأة أن تبدو كأنّها تحترم شعوبها وتخاف على مصلحتهم. وفي غد قريب، قد ترسل الدول الغربيّة سفناً وتجلي رعاياها هي الأخرى.
ستصبح الساحة خالية لنا، نتقاتل فيها على ذوقنا. لا يأتينا كوشنير، ولا يزورنا ولش، ولا يتوسّط موسى. أصلاً، سبق أن شهدنا موفدين كثراً خلال الحرب الأهليّة السابقة، ولم نردّ عليهم. من يرد أن يعمل لمصلحتنا، فليرسل لنا سلاحاً بدلاً من البيانات. فبكلّ بساطة، «مش طايقين بعضنا، وبدنا نتقاتل».
جرّبنا السلم الأهلي 15 سنة. ما عجبنا. شعبياً، الأمور واضحة. والدولة أيضاً لم يعجبها الأمر.
خذوا الكهرباء مثلاً. وُعدنا بالكهرباء 24/24 مباشرة بعد الحرب. أُنفقت أموال طائلة. شُيِّدت معامل جديدة ونظيفة. كلّ ذلك لم ينفع. منذ 15 سنة، والكهرباء لا تزال تنقطع. اعتدنا ذلك. الآن، حين تعود الحرب، لن يزعجنا كثيراً انقطاع الكهرباء.
خذوا الديون مثلاً، استدانت الدولة في السلم. زمن الحرب، كانت وارداتها تكفي.
خذوا القادة والوزراء والنواب. هم أنفسهم. في السلم، وفي الحرب.
التوافق تام إذاً، حكومةً وشعباً ومؤسّسات. ساحلاً وجبلاً. شركة مساهمة محدودة. والثلج في الأعالي، فوق الجبال الأبيّة.