1- بَيدقٌ خاسرٌعَيني التي
ابتلعتها الحرب
تشهدُ كَم نحن ضحايا
في لعبةٍ يلعب طَرفاها
على سبيل التّسلية
■ ■ ■
وعلى سبيل المزاح قالوا:
البيادقُ الخاسرة تُمنَح
لجوءاً قَسرياً إلى السّماء

جُوس بلانشار ـ «الحالِمة» (مواد مختلفة على قماش، 2013)


وأمّا النّاجيةُ فلها
الموت البطيء
■ ■ ■
اليمينُ مُعطّلٌ
اليسار وحدهُ من يَشقى
■ ■ ■
اليمينُ مُطفَأٌ
للكون جهةٌ واحدةٌ
محظوظٌ أنّها جهةُ القلب
لأتكئَ على نبضه في المسير
■ ■ ■
اليمينُ مصابٌ بالشّلل
مُذ غفت فيه شظيّةٌ أبديّةٌ
دون أن يصحوَ في المهد
السّلام
■ ■ ■
عَيني بَيدقٌ خاسرٌ
وما بقيَ منّي ينفث الموتَ البَطيء
■ ■ ■
والبلادُ بَيدقٌ صامدٌ
بأجفانٍ مُقرّحةٍ يَشهَد عليها الظّلام
وبجسدٍ هزيل يشهد عليه الخراب
وبقلبٍ مكلومٍ يشهد عليه
جميع مَن رحلوا

2- رَحمٌ تَخافُ الضّوء
أستعيرُ
أصواتَ أطفالِ الحَيِّ
لأراك
■ ■ ■
أُمدِّدُ على راحتي
حذاءَك الصّوفي
لأشعرَ بنبضِ
عروقي
■ ■ ■
أتلمّسُ سَوسناً
طالعاً من خيطان ملابسك
لأشمَّ رائحتك
■ ■ ■
أمسحُ عن مَلاءة سريرك
نارَ دموعي، لأستشعرَ دفأك
■ ■ ■
أحفُّ لعبتَك على صدري
ليخُفَّ وَجيبي
■ ■ ■
أهدهِدُ حصانَك الخَشبيِّ
لأغفو
■ ■ ■
ما معنى كونٍ لا أثرَ فيهِ
لِخدشِ أظافرِك الغَضَّةِ
على وجهي؟
■ ■ ■
ما معنى حَياةٍ
فيها الخُرَقُ مُهملةٌ في درجٍ مشلولٍ
ولا تعرفُ طعمَ لُعابِك؟
■ ■ ■
ما معنى صَباحٍ
تُناغي فيه عصافيرُ لأصابعي
بدلاً منك؟
■ ■ ■
ما معنى أمومتي
في غيابك؟
■ ■ ■
أَيا نهداً فُجِعَ بأمومته
وحليباً حُرِمَ من لَثمِ ثَغرك
وحَناناً هُدِرَ وتلاشى مع النّسيم
■ ■ ■
أَيا دمعاً
يسيلُ على ضِفَّتي قبرك
فتتسعُ به ضِفَّتا جُرحي
■ ■ ■
أَيا رَحماً آلَتْ شرنقةً
ترتجفُ خوفاً من الضوء
فترفضُ بعدَك أن تُنجبَ الفَراش
(*) من ديوان صدر حديثاً بالعنوان عن «منشورات مرفأ» في بيروت.
(**): طرطوس/ سوريا