محمد علي همايون كاتوزيان

ينتهج الباحث الإيراني محمد علي همايون كاتوزيان اتجاهاً تاريخياً في كتابه «الاستبداد والديمقراطية والحركة الوطنية في إيران» (دار النهضة العربية ـ ترجمة محمد حمادي). يهتم الكاتب بجميع الموضوعات التي ترتبط بأحداث أو شخصيات التاريخ الإيراني المعاصر، وينظر بعمق في القضايا الاجتماعية، السياسية والتاريخية التي تعني المهتمين بالشأن الإيراني. يشرح كاتوزيان «نظرية الاستبداد الإيراني» التي أسّسها في مجال علم الاجتماع التاريخي ويُبيّن من خلالها أنّه على مرّ التاريخ، وقعت في إيران ثورات وغزوات داخلية أو خارجية ونشبت العديد من الفتن. يضم الكتاب عشرة مقالات تناقش مواضيع مختلفة منها: استعراض مقتضب حول نظرية الاستبداد التاريخي، بحث في مفاهيم الحرية والقانون والديموقراطية، الرئيس مصدق ومقترح البنك الدولي، خطايا مصدق، السبب الرئيسي لاستقالة محمد مصدق.

الحسين شكراني وعبد الرزاق بلمير


يناقش كتاب «تفكيك الرأسمالية: بحث في تقويض المشترك البيئي الإنساني» (مركز دراسات الوحدة العربية) للباحثين الحسين شكراني وعبد الرزاق بلمير، تأثير الرأسمالية الاقتصادية على البيئة. يتفق الجميع على أنّ الرأسمالية سبّبت قدراً كبيراً من الشّقاء الإنساني، وأسهمت ديناميات العولمة في إضعاف دور الدولة، وتأجيج الصراعات الثقافية، وتفتيت الهويات المحلية. في المقابل، عزّزت الرأسمالية فُرص السّوق الحرّة ورسّخت فكرة «دعه يعمل، دعه يُلوِّث». تحوّل العالم إلى قرية كونية، ما أضعف دور الدولة في حماية المشترك الإنساني البيئي. يسعى شكراني وبلمير في هذا الكتاب إلى نقد مقاربة النمو الاقتصادي اللامُتناهي، بالإجابة عن سُؤال: هل يجب أن نحافظ على تكديس التراكم الرأسمالي أم أن واجبنا الأساسي هو احتواء التدمير البيئي؟

محمود الرحبي


«أمِّي بعد أن أطلقتُ لحيتي فجأة صارت تنظر إليَّ بريبة. ليست الوحيدة مَنْ فعل ذلك في عائلتي. إخوتي كذلك. تَوجَّسوا من أمر خطير. الإرهاب. داعش. لا شيء غير ذلك بالنسبة إلى عاطل لم يُكمل دراسته، ومطرود من عمله بإحدى الشركات، بسبب تأخُّره المتكرِّر وتأخير ثلاثين عاملاً هندياً معه. لا أحد منهم يمكنه أن يتصوَّر بأني لم أُطلق لحيتي إلَّا من أجل العمل في حانة». تحكي رواية «المموِّه» (منشورات المتوسط) للكاتب العُماني محمود الرحبي قصة رجل يعيش مع والدته ويصارع للبحث عن وظيفة. يجد البطل ضالته حين يلتقي بعثمان الذي يطلب منه أن يُطلق لحيته كي يعمل لديه مموّهاً في عمله المريب في إحدى حانات العاصمة، لكن المظهر الجديد يثير قلق الأمّ والعائلة. تتطور الأحداث بسرعة وتنقل القارئ بين حانات مسقط، والمناطق العمانية المتاخمة، عبر فصول شيّقة تختزل الزمن في مسافة واحدة.

هدى رزق


يناقش «إردوغان، مسارُ خيار» (الفارابي) للباحثة اللبنانية هدى رزق العلاقة بين الإسلام والسلطة السياسية في تركيا منذ سقوط الدولة العثمانية. يرصد الكتاب محطات مفصلية في الانخراط التركي في الإقليم ودول الجوار، وما ‏آلت إليه خيارات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. تُوضح الكاتبة التي استندت إلى بحث أكاديمي ومقابلات مع خبراء في الشأن التركي، أنّ طموحات «حزب العدالة والتنمية» انهارت بعد تعثر الثورات العربية ومعارضة بعض الدول لحركات الإسلام السياسي. ينقسم ‏الكتاب إلى خمسة فصول: «الإسلام والصوفية بين السلطنة العثمانية وتركيا العلمانية»؛ و«الإسلام السياسي: نجم الدين أربكان»؛ و«حزب العدالة والتنمية وصعود رجب طيب إردوغان»؛ و«التحولات الكبرى: تركيا والربيع العربي»؛ و«الحصاد التركي في الداخل». يتضمن الكتاب أيضاً مقابلات مع شخصيات عربية وتركية متخصّصة في الشأن التركي

حنان الشيخ


تطرح الكاتبة اللبنانية حنان الشيخ في روايتها «عين الطاووس» (دار الآداب) سؤال الهجرة وما يتفرّع عنه من أسئلة الاندماج والعنصرية والتفكك الأسري وغيرها. نتعرف في فضاء حنان الشيخ الروائي إلى الأم اللبنانية ياسمين وابنها ناجي وابن شقيقها ريكا، المقيمين في مجمع سكني للمهاجرين في الجنوب الفرنسي. ندرك من خلالهم الصراع المرير الذي يعيشه المهاجرون بين وطن هاجروا منه ولا يريدون العودة إليه، وآخر هاجروا إليه ولم يستطيعوا الاندماج فيه، فعاشوا على هامش المجتمع الجديد في «غيتو» خاص بهم، مغتربين عن أوطانهم، غرباء عمّا حولهم. من خلال الشخصيات المحورية الثلاث والأخرى المتعالقة معها، تخبرنا الشيخ ما يعانيه المهاجرون في البلدان المضيفة من عزلة وتهميش وبؤس وإقصاء. واللافت أن هذه المعاناة، على قسوتها، تبقى أرحم من الشقاء الذي عاشوه في البلدان التي قدموا منها جرّاء الاستبداد والحرب والجوع.

سامح الزّهار


يروي الباحث المصري سامح الزّهار في «نسوة في المدينة» (دار ريشة)، سيرة نساء المماليك وطرائفهن. يؤكد أنّ حياة المرأة في العصر المملوكي كانت مثيرة لأنّها شاركت في الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية. وقد تولى العديد من النسوة المملوكيات السلطة وشاركن في تدبير شؤون الحكم وتسيير أمور البلاد والحفاظ على المُلك. كما برز دور النساء في الحياة الثقافية والدينية، فدرست العديد من الفتيات القرآن وعلومه والفقه والحديث والنحو والأدب والبلاغة والشعر، ولمعت بعض السّيدات في التصوف والوعظ والإرشاد وبناء المدارس. يورد أقوال الشعراء في وصف جمال المرأة في ذلك الزمن، ويتطرّق أيضاً إلى النفوذ السياسي لبعض النساء مثل «شجرة الدُّر» و«خوند جلبان»، ويحكي عن نساء برعن في الشعر والأدب والفن كمريم بنت علي والشاعرة فاطمة بنت الخشاب والعازفة الموسيقية اتفاق.