
يعتبر الكتاب نسخة موسّعة من كلمة ألقتها في محاضرة خلال مؤتمر نسائي في مكسيكو سيتي، دفعتها إلى البحث في مسار حياتها الفردي والعائلي الطويل والمتشعّب. الموضوع الذي توغل من خلاله ألليندي في ذاكرتها الشخصيّة، لا يخلو من تأمّلات عامّة حول مواضيع الشباب والشيخوخة وتشييء المرأة. تستدعي ذكريات شخصية أولى من دون أن تتخلّى عن سرد القصص والشذرات، مثلما تتذكر رؤية أمّها وحيدة، برفقة ثلاثة أطفال. ستستعيد ذلك المشهد كأحد الملامح النسوية الأساسية التي بدأت تتبلور في شخصيتها. كانت حينها لا تزال في الثالثة من عمرها حين تنبّهت إلى وحدة أمّها التي كان عليها أن تقوم بإعالة الأطفال بمفردها. ألليندي التي بدأت تجربتها كصحافية في بلادها، بعملها على توثيق قصص ضحايا الاعتقال والوحشية في نظام بينوشيه، اضطرّت إلى أن تغادر تشيلي مع زوجها وطفليها للعيش في فنزويلا، المنفى الذي قضت فيه 13 عاماً، وشهد بداية تجربتها الروائية مع باكورتها «بيت الأرواح» عام 1982. ستتوقّف في الكتاب الجديد عند الحقوق الإنجابية للمرأة، مستعيدة تاريخاً طويلاً من معاناة النساء مع العنف الجنسي، حيث تصرّ على تعريف النسوية على أنها «ليس ما يقع بين أرجلنا ولكن ما يقع بين آذاننا»، مؤكّدة أن هذا التعريف وحده هو موقف فلسفي يتمرّد على سلطة الرجل الطويلة. تجاربها الشخصيّة في الزواج والعلاقات تشكّل ملمحاً أساسياً في هذا الكتاب، خصوصاً أنه يتقاطع مع ما كشفت عنه في مقابلة أخيراً، منها اتهامها من قبل المقرّبين بأنها مجنونة لأنّها قرّرت الطلاق من زوجها السابق وهي في السبعين من عمرها. يشكّل «روح امرأة» مقتطفات من سيرة ذاتية سياسية ونسوية شخصية، تكشف فيها الكاتبة السبعينية عن ملامح النظام الأبويّ منذ طفولتها في تشيلي، وصولاً إلى محطات لاحقة من حياتها وأسفارها.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا