نافيد كرماني: أين اللقاء في عالم مضطرب؟

  • 0
  • ض
  • ض
نافيد كرماني: أين اللقاء في عالم مضطرب؟

زار الكاتب الإيراني الألماني نافيد كرماني (1967) القاهرة هذا الأسبوع لإطلاق الترجمتين العربيتين لكتابيه «بزوغ الحقيقة: على دروب اللاجئين عبر أوروبا» (دار صفصافة) و«حب كبير» (الكتب خان). يأتي اللقاءان في العاصمة المصرية بالتزامن مع حركة الترجمة المصرية النشطة للأدب والفكر العالميين. في «معهد غوته»، ناقش كرماني مؤلفه «بزوغ الحقيقة» مع مترجمته نيرمين الشرقاوي والكاتب المصري عزت القمحاوي بإدارة الزميل محمد شعير. يصبّ الكتاب في أسئلة راهنة كثيرة وظّف فيها كرماني خلفياته المتشعّبة لتتبع أزمة اللجوء العالمية والمسؤولية التي تتكبدها الدول الأوروبية في ما آلت إليه أحوال اللاجئين العرب والأفغان والسوريين، بالاستعانة بأدواته كصحافي في الرصد الميداني. أما اللقاء الثاني، فنظّمته «دار الكتب خان» لمناقشة وتوقيع رواية «حب كبير» (ترجمة أحمد علي) التي قدمتها الناقدة شيرين أبو النجا خلال الأمسية، حول شاب في الـ15 من عمره وعلاقته الغرامية مع فتاة تكبره سناً. للمستشرق والروائي والصحافي المقيم في ألمانيا، عشرات الكتب في المجالات السياسية والدينية والثقافية والفكرية، لكن الأدب هو الرابط الأساسي بين أعماله، خصوصاً أدبي القرن الثامن والتاسع عشر. إذ لم يتوان عن اللجوء إليهما لتأويل وفهم أحداث اليوم منها التطرّف في وجه اللاجئين والأجانب في ألمانيا وأوروبا، علماً أنّه يعدّ من أبرز المناهضين له في البلاد. تنضم الترجمتان العربيتان إلى كتاب آخر لكرماني صدر عام 2011 بلغة الضاد هو «من نحن؟ ألمانيا ومسلموها» (دار كلمات عربية)، استند فيه إلى تجربته الشخصية كإيراني مسلم، ليقدّم نقداً إلى بعض السياسيين الألمان ونظرتهم المسبقة إلى المسلمين الأتراك تحديداً، الذين يشعرون بالنبذ الإجتماعي والإقتصادي في المجتمع. أسئلة كثيرة في هذا الكتاب من بينها كيفية وقابلية اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، ما يدعو إلى التمييز بين أنواع الإسلام بعيداً عن النظرة الشاملة الاختزالية. تشغل المسافة بين الشرق والغرب كرماني الذي حاول فتح الإرث الإسلامي والمشرقي على النصوص المسرحية والأدبية والشعرية الأوروبية في كتابه «بين القرآن وكافكا: التقارب الغربي ــ الشرقي»، حيث قدّم قراءة لهذه النصوص التأسيسية في الحضارتين، مظهّراً نقاط الالتقاء بين المسرحيات الشيعية العاطفية والدراما البريشتية، وقصائد غوته والقرآن، وعوالم القاص الإيراني صادق هدايت مع فرانز كافكا. الكاتب الحائز «جائزة السلام» (2015) تفحّص المسيحية عبر اللوحات والأيقونات التي تصوّر المسيح في متاحف أوروبا، وبحث في جماليات القرآن، ومؤلفات الشاعر الفارسي فريد الدين العطار، والهجرات في عالم مضطرب.

0 تعليق

التعليقات