جاك كيرواك: الوجه الآخر

  • 0
  • ض
  • ض

غالباً ما تستثني سير جاك كيرواك (1922 ــ 1969) الجانب الفني من حياة الكاتب الأميركي. ربما بسبب كتبه وروايته «على الطريق» (1957) تحديداً، التي صنعت اسمه، وكادت تختصر معظم تجربته الأدبية. إذا كانت إحدى أبقى روايات الخمسينيات، وأكثرها تعبيراً عن تحوّل وعي جيل كامل في أميركا، قد شوّشت على كتابات وقصائد كيرواك الأخرى مثل «البلدة والمدينة» (1950) و«بلوز مكسيكو سيتي» (1959)، فإن تجربته الكتابية أخفت لوحاته التي كانت تنويعاً آخر على ثيماته. هذه السنة، لاقت لوحات أحد مؤسسي جيل الـ «بيت» (Beat Generation) في أميركا، اهتماماً من قبل الغاليريهات ودور النشر، رغم أن بعضها كان قد عرض من قبل في «مركز بومبيدو» في باريس، و«متحف ويتني» في أميركا... وأماكن أخرى. كشف أحد أقارب كيرواك أخيراً عن مجموعة كبيرة من اللوحات، ومنها ما لم ير من قبل، حيث عرضت في «غاليري ماغا» في مدينة غالاراتي الإيطالية. وبالتزامن مع المعرض الذي افتتح في بداية العام الحالي، صدر مؤلّف يضمّ لوحات كيرواك بعنوان Kerouk: Beat Painting (الصورة) من بينها وجوه مرّت في حياته مثل بورتريهات أصدقائه ألن غينسبرغ، وويليام بوروز، وبورتريه للكاتب الأميركي ترومان كابوتي كان كرواك قد رسمه في الوقت الذي كان يتهجّم فيه على «جيل البيت». يكشف الكتاب عن وجه آخر لكيرواك يضاف إلى حياته القصيرة التي جعلته أيقونة شعبية في أميركا ما بعد الحرب، حيث التسكّع والموسيقى والكحول واللقاءات وتحطيم المقدّسات كانت جزءاً من الكتابة وتجارب زملائه في جيل «البيت». يمكن القول إن التلقائية التي سعى للوصول إليها في الكتابة، مطوّراً أساليب تجريبية متأثرة بموسيقى الجاز ودفقها، هي السمة التي تطبع بورتريهاته أيضاً التي تعدّ مدخلاً بصرياً لعوالم جيل «البيت». اللافت أن كيرواك كان جدياً حيال رسوماته، التي كتب لها دليلاً صارماً: «استخدم الفرشاة فقط، من دون الاستعانة بالسكاكين لتمديد اللون»، «استخدم الفرشاة بعفويّة»... تظهر اللوحات الزيتية والمائية وأخرى رسمها بالأكريليك، تأثراً بمدرسة نيويورك التي تعرّف إليها في الخمسينيات، كما ببعض الأنماط الأوروبية مثل السريالية والتجريديّة التي لجأ إليها لرسم حياته وعلاقاته العاطفية، والموضة، وإيمانه الديني الذي تبدّل من الكاثوليكية إلى البوذية.

0 تعليق

التعليقات