يقضي فيليب روث (1933) وقته حالياً في مشاهدة الأفلام، ومباريات البيسبول، ورؤية الأصدقاء. بعد حوالى خمسة أعوام على إعلانه التخلي عن الكتابة إلى الأبد، والابتعاد عن كل الوسائل والمنصات الإعلامية، أجرى الكاتب والروائي الأميركي مقابلة مطوّلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» تعدّ حدثاً بالنسبة إلى قرّائه. فضل روث أن يجري المقابلة عبر البريد الإلكتروني، كي يتمكن من الحصول على وقت كاف للإجابات.
تطوّرات كثيرة شهدتها أميركا والعالم على المستوى الجماعي، فيما تسير الأمور ببطء في حياة الكاتب الثمانيني. في كل الأحوال، إنه يثمّن استيقاظه حياً كل يوم، وقدرته على النوم حياً أيضاً. يستسلم لروتينه الهادئ ولا يشتاق إلى الكتابة على الإطلاق. قد يبدو هذا الاعتراف صادماً، خصوصاً أنه صادر من كاتب أمضى أكثر من خمسة عقود في الكتابة. بالنسبة إليه لم تتغيّر الظروف التي دفعته إلى الامتناع عن كتابة الرواية قبل سنوات، إذ يعتقد أنه قدّم أفضل ما لديه في السابق. بكل الأحوال وقت الكتابة تأخذه القراءة اليوم. رغم هذه العزلة التي يقضيها في منزله النيويوركي، فإن الكاتب لا يبدو بعيداً عن العالم أو عن أميركا اليوم. أميركا لم تغب عن رواياته التي أعادنا فيها مراراً إلى حقبات مختلفة من تاريخ بلاده، الخمسينيات والحرب الكورية في «نقمة» (2008)، وإلى الفاشية الأميركية خلال الأربعينيات في «خطة ضد أميركا» (2004). في الستينيات كتب أن جنون الواقع الأميركي يتجاوز بأشواط خيال الكاتب. اليوم لم يعد هناك أي قيمة لهذه الجملة الساذجة برأيه، خصوصاً مع ما تشهده أميركا ترامب اليوم، التي لم يمكن لأي كاتب أو شخص توقّع ما يحصل اليوم.