«هذه سيرة صداقة مع الكتب. تبدأ مع فك الحرف في فلسطين وتميز عبر الدراسة في بريطانيا وأميركا، لتستمر عندما يستقر صاحبها في بيروت. والقارئ أستاذ جامعي مصاب بهوى التاريخ. يحتضن هذا الكتاب، في القسم الأكبر منه، ما يمكن تسميته «دليل الشاب العربي الذكي إلى تراثه الفكري والعلمي»، وهو قراءات بشغف وشغب وبصيرة ونقد لأبرز أعلام الفكر والعلوم العرب، نادراً ما اجتمعت على هذا النحو من التقطير والوضوح».
أخيراً، صدر «أنا والكتب» (منشورات «الجبل»)الذي قدّم له الباحث والمؤرخ فواز طرابلسي، مختصراً رحلة طريف الخالدي (1938) في بحور الكتب. حيوات كثيرة عاشها المؤرخ والأستاذ الجامعي الفلسطيني الذي «صرف من العمر مع الكتب زمناً أطول بكثير من ذاك الذي صرفته مع الناس» على حد تعبيره (الأخبار 17/12/2016). صاحب «الإنجيل برواية المسلمين»، يقدم هنا خلاصة قراءاته الغزيرة وابحاره في التاريخ والجغرافيا والفكر والسياسة، دامجاً محطات من سيرته الذاتية وذكريات طفولته وشبابه في متن هذا العمل، مع محطات تمحّص فيها في مداميك الفكر والفلسفة والإبداع، ومحللاً نتاجهم من زوايا عدة بدءاً من أفلاطون وأرسطو ليس انتهاءً بالكوميكس.