العثور على «جملة بداية» جديدة في القصيدة يعني أن الشاعر وصل إلى قصيدة جديدة. فجملة البداية تحدد النتيجة والنهاية.لكن العثور عليها يشبه الدخول في حرب طويلة. فقد يستغرق العثور عليها سنوات.
لكن حتى حين تعثر على جملتك الجديدة فهي تظل غامضة بالنسبة إليك. أهي ترتيب جديد للكلملت؟ ام هي كلمات جديدة بترتيب جديد؟ ام لعلها مجرد إيقاع؟ أي أنك تعثر على إيقاع ما لا على جملة.

البدايات تحدد النهايات. مثلا قد يبدأ شاعر بجملة من طراز «الكتاب الذي، أو البنت التي» او ما شابه. وهذه بداية معروفة. بذا فالشاعر لا يبدأ، بل يعيد ما بدأه غيره. وقصيدته ستكون في النهاية محكومة بهذه البداية. وهذا يعني ان بدايته ونهايته معروفتان.
لكن هذا ليس قانونا دائما. إذ يحصل أحيانا أن يبدأ الشاعر بداية مألولفة معروفة، لكنه ينتهي إلى ان ينحرف، بوعي او دون وعي، ليصل إلى نهاية مختلفة. في هذه اللحظة يكون عليه، في الغالب، أن يعيد كتابة البداية، أي ان يلغي ما بدأ به. بالتالي، فالنهاية هنا هي التي تصنع البداية. بهذا المعنى تكتب القصيدة من نهايتها. النهايات تصير هي البدايات.
وحسب هيرودتس فأنت لا تستطيع ان تقول ان فلانا عاش حياة سعيدة. عليك أن تنتظر موته حتى تستطيع إصدار هذا الحكم. فقد تكتشف قبيل موته، وعبر حدث ما، أن حياته اكتملت بالتعاسة. النهاية هنا هي التي تحكم. اللحظة الأخيرة هي التي تقرر. والقصيدة قد تكون كذلك. السطر الأخير هو الذي يعطيها كل المعنى. بذا تكون القصيدة مقلوبة. الجملة الأولى فيها لا أهمية لها. إنها نتاج الجملة الأخيرة.
لكن هناك قصائد بلا نهايات. قصائد تتدفق ثم تفشل في أن تعثر على نهايتها. او أنها لا تبحث اصلا عن نهاية. تتوقف هكذا فجأة من دون أن يكون لتوقفها معنى خاصا. يعني: مثل سيدة جميلة تكتسح الشارع بجمالها، ثم تتوقف لأن رباط حذائها قد انقطع. انقطاع الرباط لا يضيف شيئا لجمالها.
نقطة قوة هذا القصائد أنها لا تفكر في النهاية. أحيانا يكون التفكير في النهاية هو مشكلة القصيدة وثغرتها. بهذا يمكن كتابة قصيدة بلا نهاية. قصيدة تترفع عن النهايات. تترفع عن الضربة الأخيرة. لا حاجة بها إلى هذه الضربة. والسطر الأخير يكون مثل رمي عقب سيجارة. فرمية لا يعطي معنى آخر لمذاق السيجارة ونكهتها.
هذا النوع من القصائد يظل مفتوحا للتغيير دوما. فتوقفها لم يحصل لسبب داخلي، بل لأن الليل قد حل فقط.
زكريا محمد
(شاعر وكاتب فلسطيني)


شاعر ينشر قصائد حب في الوقت الذي فيه داعش تحاصره حيث يسكن : ينظرُ ببهجة إلى الحياة ، رغم السواد ، ويضع ( لايك ) لشاعرة لاتنجز شيئا سوى نشر الصور الفوتوغرافية لنفسها ..
عبد العظيم فنجان
(شاعر عراقي)

عدد سكان تونس:
عشرة ملايين وخمسمائة ألف نسمة..و..719 نقابا !!!
الصغير أولاد أحمد
(شاعر تونسي)