في زمن أزاح فلسطين عن الواجهة وسط الفوضى والحروب التي تغرق بها المنطقة، يأتي «مهرجان قلنديا الدولي» ليعيد تذكيرنا بالقضية المحورية. تحت شعار «هذا البحر لي»، تنطلق الدورة الثالثة يوم 5 تشرين الأول (أكتوبر) لتستمرّ حتى 31 منه، مركّزة على تيمة «العودة» بمشاركة 16 مؤسسة ثقافية في فلسطين والخارج، وأكثر من 100 من الفنانين الفلسطينيين والعرب والأجانب والقيّمين والكُتاب والباحثين. هذه السنة، يتجاوز المهرجان حدود فلسطين عبر خلق شراكات جديدة مع «دار النمر للفن والثقافة» في بيروت، و«دارة الفنون - مؤسسة خالد شومان» في عمان، و«احتمالات مكانية» (بارت) في لندن وغيرها... الحدث الذي ينطلق في احتفال يقام في مدينة حيفا، بالتزامن مع غزة وبيروت ولندن وعمان، تتخلله معارض فنية من تصوير فوتوغرافي، وتركيبات بصريّة، وأعمال فيديو آرت، في المراكز المذكورة آنفاً تتمحور حول البحر ومعانيه وأبعاده في السياق الفلسطيني. في حيفا، تحتضن «جمعية الثقافة العربية» معرض «أهل البحر» الذي يعد من المبادرات الفنية الجماعية الأولى في فلسطين. في هذا الحدث، يشارك الفنان اللبناني المقيم في ألمانيا صلاح صولي (1962) بعمله «مريم دواس» (2016 ـ الصورة). إنّها سيرة جدته مريم دواس (ولدت في آبل القمح عام 1869 وتوفيت في بيروت عام 1985) التي عاشت في بيتها في وادي النسناس في حيفا حتى النكبة. ينبش الفنان المعروف سيرة هذه المرأة، ورحلتها المحفوفة بالمخاطر في ظهيرة ذلك اليوم المشؤوم من 1948. روت نباتاتها، ووضعت مفتاح بيتها تحت السجادة، وهمّت مع الهاربين، على أمل العودة في غضون ساعات. لكن مريم ستنطفئ على سرير الشيخوخة في بيروت 1985. هذه الحكواتية ذات الموهبة الاستثنائية التي عاشت حتى 116 سنة، كانت مجبولة من شغف وذكاء فطري، تأسر مستمعها بأخبارها وقصصها وحواديتها. وحده ذلك الجرح المتمثّل في رحيلها عن عالمها الحيفاوي وبيتها وجنّتها، ظلّ يسكن روحها حتى موتها.... http://www.qalandiyainternational.org