بغداد | تكثّف القوى السياسية العراقية اجتماعاتها لحسم ملف انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بديل لمحمد الحلبوسي الذي أقيل بقرار قضائي قبل أربعة أشهر. يأتي ذلك في وقت يروّج فيه ائتلاف سنّي تم تشكيله في مواجهة حزب «تقدّم» الذي يقوده الحلبوسي، لاتفاق أطرافه على ترشيح النائب سالم مطر العيساوي لمنصب رئيس المجلس، بدعم مباشر من «الإطار التنسيقي»، غير أنّ «تقدّم» ينوي مقاطعة الجلسات المقبلة وحشد حلفائه لمنع تحقّق النصاب القانوني. وخلال اليومين الماضيين، عقدت زعامات التحالفات السنية اجتماعات موسعة مع قيادات في «التنسيقي»، لتأكيد اتفاق معظم معارضي الحلبوسي من السنّة على مرشح واحد للمنصب، وهو العيساوي من محافظة الأنبار، في مواجهة مرشح «تقدّم»، شعلان الكريم، الذي يرفضه «التنسيقي» لاتهامه بتمجيد صدام حسين ودعمه حزب "البعث" المحظور في العراق. وقد نتج من الأزمة المستمرة حول اختيار بديل للحلبوسي، انبثاق تحالف جديد للقوى السنّية يتألف من أحزاب: «السيادة»، «العزم» و«الحسم»، قبل أيام. وشنّ الحلبوسي هجوماً حاداً على التحالف الجديد، معتبراً أنه «لا يمثل المكوّن السنّي ولا يحظى بالأغلبية فيه».
ويتنافس على منصب رئيس مجلس النواب أربعة مرشحين هم، شعلان الكريم، سالم العيساوي، محمود المشهداني وطلال الزوبعي. وتؤكد مصادر نيابية، لـ«الأخبار»، أن «التحالف السني والإطار التنسيقي اتفقا على العيساوي مرشحاً للمنصب»، مضيفة أن «هناك نقاشاً لتحديد موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس بالأغلبية العددية».
ويدعم «الإطار التنسيقي» التحالف السنّي الجديد باعتباره الأقرب إلى تطلّعاته السياسية، فضلاً عن أنه يدعم مسعاه لإقصاء حزب «تقدّم» ومرشحه شعلان الكريم. وفي هذا الإطار، يقول النائب عن «الإطار التنسيقي» علاء الحيدري، لـ«الأخبار»، إنّه «سيتم تحديد موعد الجلسة لانتخاب رئيس البرلمان قريباً، إلا إذا جرى إجماع بين القوى السياسية على شخصية غير جدلية. عندها سنكون نحن كنواب داعمين لهذه الشخصية». ويرى أن «إصرار بعض القوى السنّية على شخصية جدلية مثل النائب شعلان الكريم، سيزيد من تعقيد المشهد»، معتبراً أن «سالم العيساوي هو الأقرب إلى منصب مجلس النواب والأقرب إلى جميع النواب».
من جانبه، يتوقع النائب عن تحالف «العزم»، ياسين العيثاوي، أن يكون موعد الجلسة الأولى الخاصة بانتخاب الرئيس الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن «هناك اتفاقاً وتنسيقاً بين الكتل التي تمثّل المكوّن السني على مرشح واحد». ويشير، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «الأسماء المرشحة للمنصب لم تتغير، لكنّ هناك اتفاقاً على شخصية محدّدة، وربما سيُحسم الأمر خلال الأيام المقبلة، وذلك من خلال دخول جلسة الانتخاب والتصويت له».
في المقابل، يقول نائب عن حزب «تقدم»، رافضاً الكشف عن اسمه، في تصريح إلى «الأخبار»، إنّ «الهدف من التحالف بين السيادة والعزم هو إقصاء الحلبوسي، لكن منصب رئيس البرلمان هو استحقاق لنا وفقاً لعدد المقاعد». ويرى أنّ «التحالف الذي شكّله خميس الحنجر وثابت العباسي ومثنى السامري لا يؤثّر على تقدّم قيد شعرة واحدة. وهم تعاملوا بكذب وزيف في موضوع الأغلبية السنية». ويعتقد أنّ «الحلبوسي سيشكّل جبهة معارضة سنية ضد التحالفات التي لا تمثّل المكوّن، بل تمثّل نفسها فقط. وحتى الجماهير لم تتأثر بخطاباتهم وتفضّل أن يكون شعلان الكريم هو رئيس السلطة التشريعية خلفاً للحلبوسي».
لكن عضو تحالف «نبني»، نسيم عبد الله، يرى أنّ «القوى السياسية السنّية حسمت الأمر، وبقي فقط تحديد موعد الجلسة»، مضيفاً أن «الاتفاق جرى بين جميع الأطراف على اختيار العيساوي». ويوضح، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الاتفاق جاء طبقاً لمواصفات الشخصية المرشحة، إذ إن العيساوي يحظى بمقبولية عالية ولا خلاف عليه، وحتى الإطار التنسيقي قام بمراجعة سيرته وتاريخه واقتنع به، وهذا الموضوع أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحسم».