التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في لقاء أول منذ تولّي الأخير رئاسة إيران بداية آب، وذلك للبحث في العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين الجارين على وجه الخصوص.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن الكاظمي وهو أول مسؤول أجنبي يزور الرئيس الإيراني الجديد، جاء على رأس «وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى».

وكان في استقبال الكاظمي ثلّة من حرس الشرف، بحسب لقطات بثّها التلفزيون الإيراني، وبدأ المسؤولان على الفور مباحثاتهما، وفقاً للوكالة، وتشمل «تبادل وجهات النظر حول أهم القضايا الإقليمية والدولية».

وخلال مؤتمر صحافي مشترك، قال الكاظمي: «ناقشنا بعض الملفات المشتركة الاقتصادية والمشاريع الاستراتيجية ومنها الربط السككي بين العراق وإيران»، وكذلك «التبادل التجاري وزيادته بما يخدم مصالح الشعبين».

وأضاف: «إيران وقفت مع العراق منذ اللحظة الأولى في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي».

من جهته، قال رئيسي: «نحن سعداء جداً بحضور وفد رفيع المستوى من العراق الشقيق والصديق، والحمد لله، العلاقات بين إيران والعراق جيدة جداً، ولكن يمكن تطويرها أكثر، وفي هذا الاجتماع، من صباح اليوم وحتى الآن، تمت مناقشة إرادة البلدين لتطوير العلاقات بين البلدين، وتباحثنا في بعض المسائل المالية والمصرفية ومن المقرّر متابعتها».

كما أعلن «إلغاء تأشيرات الدخول بين بلاده والعراق، مبدياً تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية».

ووفق وكالة الأنباء العراقية، قال رئيسي، إن «الكاظمي أبلغنا بإلغاء تأشيرات الدخول بين العراق وإيران».

وأضاف: «لدينا علاقات عميقة مع العراق، وهناك قرارات عدة اتُّخذت في الاجتماع المشترك مع الكاظمي»، مبدياً تطلعه إلى «تعزيز العلاقات بين بغداد وطهران».

وكان قد أشار الكاظمي، قبل مغادرته بغداد متوجّهاً إلى طهران، إلى أن «الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات، والتركيز على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين»، مضيفاً أن «العراق نجح في الاضطلاع بدور محوري في المنطقة عبر تعزيز الشراكة الاستراتيجية وفق مبادئ دعم الاستقرار والتعاون والصداقة من أجل ترسيخ أسس السلام والازدهار».

وفي السياق ذاته كان المكتب الإعلامي للكاظمي قد أشار، أمس، إلى أنه «سيجتمع خلال الزيارة بعدد من القيادات الإيرانية، وستشهد الزيارة بحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتعضيد جهود نشر التنمية المستدامة لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن بحث التنسيق الثنائي في ما يتعلق بالمواقف من القضايا الإقليمية والدولية، وتدعيم أمن المنطقة واستقرارها».

وتأتي الزيارة في وقت يحاول العراق التوسّط بين الدول العربية وطهران. فمنذ نيسان تحاول بغداد تسهيل المحادثات بين إيران والسعودية من أجل تخفيف حدة التوتر بين القوتين الإقليميتين.