وفق مصادر أمنيّة، جرت العمليّة بالتعاون مع «التحالف الدولي»
يقول مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار»، إنه جرت «متابعة الإرهابي العيساوي منذ قيام التنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام... وُجّهت أكثر من ضربة جوية، لكنها لم تسفر عن مقتله، ثم استمرت المتابعة الاستخبارية له في جميع القواطع في العراق وسوريا، وبعد تنصيبه والياً للعراق جُمعت المعلومات عنه وعن دائرة علاقاته والأشخاص الذين يرتبطون به وتم تحديد مكانه في منطقة وادي الشاي ووادي زغيتون». يضيف المصدر: «تمت عمليات الاستطلاع والرصد وتحديد الأماكن التي يتردد إليها والأشخاص الذين يمكثون معه، وهكذا جرى تنفيذ العملية بنجاح دون خسائر في صفوف القوات الأمنية... العملية تمت بالتعاون مع التحالف الدولي»، خالصاً إلى أنه بمقتل العيساوي «خسر التنظيم كثيراً من الخبرات التي يمتلكها كونه من المؤثرين فكرياً وعقدياً وعسكرياً». وتتوقع الأوساط الأمنية أن تؤثر «الثأر للشهداء» في قدرات التنظيم القتالية والمعنوية، بل يذهب بعضهم إلى أن آثارها ستشبه الانكسار والإحباط الذي تعرض له «داعش» إثر مقتل زعيمه «أبو بكر البغدادي»، وذلك لما يمثله العيساوي من رمزية كونه مقرباً من البغدادي وكان نائباً له، فضلاً عن أنه تحكّم في ملفات مهمة ومعلومات حساسة وقتله سيؤدي إلى صعوبة في التواصل بين القيادات. لكن من المحتمل أن يحاول التنظيم تجنب إظهاره حالة الانكسار وذلك بتنفيذ عملية إرهابية انتقاماً لقتل قياداته. ورداً على سؤاله عن الجهة المنفذة والأدوار الموزعة للجهات المشاركة في العملية، قال المصدر: «شارك جهاز المخابرات الوطني بالتنسيق مع الأجهزة الاستخبارية والتحالف الدولي، كما شاركت الشرطة الاتحادية المسيطرة في تلك المنطقة، إلى جانب قوات من جهاز مكافحة الإرهاب التي نفذت عمليات إنزال».
ويرى متابعون أن قتل العيساوي ومن معه سيجبر «داعش» على الانكفاء في ملاذاته في المناطق النائية لوقت وإعادة حساباته في ما يتعلق بالعودة إلى اختراق المدن مجدداً، إضافة إلى تبديل مواقع قادته وإبعادهم عن مناطق الخطر، وليس أخيراً العودة إلى استراتيجيته السابقة المتمثلة في التمويه والتخلص من المتابعة الاستخبارية كادّعاء مقتل قادته. وبينما تتواصل حالة الاستنفار في شوارع العاصمة بغداد والمناطق الأخرى، يكشف المصدر نفسه أن التنظيم سارع إلى اختيار بديل، وسط ترجيحات بـ«تكليف المكنّى أبو مسلم العيثاوي لقيادة ولاية العراق».