واشنطن | واصل كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين الاتصال مع نظرائهم المصريين لمناقشة تطورات الوضع الميداني في مصر، في ظل تصاعد الثورة الشعبية هناك. فإلى جانب اتصال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بنظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي يوم الأحد، حيث تناولا «الشراكة العسكرية بين الجيشين الأميركي والمصري، ومواصلة الالتزام بالأداء المهني»، فإن رئيس الأركان المصري الفريق سامي عنان تحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي الأدميرال مايكل مولن
، حيث وضعه في صورة التطورات الميدانية في مصر. وقال الناطق باسم مولن، النقيب جون كيربي، إن مولن أعرب عن تقديره لمواصلة الجيش المصري أداءه المهني. وأضاف أن «الاثنين أكدا رغبتهما في مواصلة التعاون والشراكة العسكرية بين الجيشين، وتعهدا بمواصلة الاتصال».

من جانب آخر، تعقد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعتباراً من يوم الاثنين في سياق متابعة التطورات المتلاحقة في مصر اجتماعاً موسعاً لمعظم السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الأميركية في نحو 180 بلداً. وهذا الاجتماع الواسع هو الأول من نوعه. وقالت مصادر دبلوماسية أميركية إن الاجتماع سيبحث أولويات السياسة الخارجية الأميركية في عام 2011، وستركز كلينتون في المؤتمر على الاجتماع أولاً مع السفراء الأميركيين في الدول التي تشهد حالياً أزمات، ويعتقد أنها تعاني أوضاعاً شبيهة بأوضاع تونس ومصر، كانت تسريبات موقع ويكيليكس قد أشارت إليها.

ويتزامن الاجتماع مع بدء الحكومة الأميركية يوم الاثنين إجلاء رعاياها في مصر، الذين يبلغ عددهم في الوقت الراهن نحو 52 ألف أميركي، من بينهم مصريون يحملون الجنسية الأميركية وطلاب في الكليات والمدارس المصرية وعاملون في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يشرفون على إدارة المعونة الأميركية لمصر. ويرى مراقبون في هذه الخطوة إشارة إلى خطورة الموقف في مصر وتطوره على نحو لا يخدم الوجود الأميركي في مصر والمنطقة.
وقالت السفارة الأميركية في القاهرة إنها أرسلت رسائل إلكترونية إلى الأميركيين في مصر تبلغهم استعدادها لترتيب نقل من يرغب منهم إلى خارج مصر. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية جانيس جاكوبس إن الولايات المتحدة ترى حالياً أن عمليات النقل ستكون إلى مناطق آمنة بالنسبة إلى الأميركيين وقريبة من مصر، مثل نيقوسيا في قبرص، وأثينا في اليونان، وإسطنبول التركية. وأشارت جاكوبس إلى أن قطع السلطات المصرية لشبكة الإنترنت قد زاد من صعوبة الاتصال مع الرعايا الأميركيين وتزويدهم المعلومات الخاصة بعملية الإجلاء، ما جعلهم يعتمدون على الاتصالات الهاتفية مع أقاربهم وأصدقائهم في الولايات المتحدة للحصول على هذه المعلومات.

وبالرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية تقول إن عدد الأميركيين في مصر يصل إلى نحو 52 ألفاً مسجلين لدى السفارة الأميركية في القاهرة، فإنها تؤكد أن الكثير من الأميركيين في مصر غير مسجلين حتى الآن أو ألغوا التسجيل عقب مغادرتهم مصر.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد خفضت عدد موظفيها الدبلوماسيين في مصر، وسمحت بالمغادرة الطوعية لدبلوماسييها والموظفين الأميركيين الذين لا يتولون مسؤوليات مهمة. ويبلغ عدد الدبلوماسيين والعاملين الأميركيين في السفارة الأميركية في القاهرة 380 شخصاً، ويعيش بعضهم مع عائلاتهم هناك، ويصل عدد أفراد عائلات الدبلوماسيين في القاهرة طبقاً لبيانات الخارجية الأميركية 760 فرداً.