ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، أن كتاباً جديداً ستبدأ بنشره ابتداءً من اليوم على حلقات، يكشف كيفية حصول اتفاق سري قاد إلى نشر خمس صحف دولية 250 ألف برقية دبلوماسية أميركية مسرّبة في وقت واحد حصل عليها موقع «ويكيليكس»، فيما كشف مؤسس «ويكيليكس» عن خطة لنشر «سيل» من الوثائق السرية إذا أقفل موقعه نهائياً.
وأضافت الصحيفة أن كتاب «ويكيليكس: الحرب السرية لجوليان أسانج من الداخل»، سيميط اللثام عن المفاوضات التي دارت مع أسانج وراء الستار، وقادت في إحدى المراحل إلى تهديد ويكيليكس والمحامين الذين يمثلونه بمقاضاة رئيس تحرير «الغارديان»، ألان روزبريدجر، بتهمة تعريض أصول أسانج المالية للخطر.
وكتب روزبريدجر في مقدمة الكتاب «إن العلاقة بين الصحف الدولية الخمس وموقع «ويكيليكس» شهدت صعوبات، ولحظات توتر شديدة هددت في بعض الأحيان بالانهيار والانجرار إلى مهزلة، وكان أسانج يتصرف كأنه جيل جديد من الناشرين الوسطاء الذين يسعون إلى درجة من السيطرة على المعلومات التي وُضعت على طاولة المفاوضات، مع أن موقع «ويكيليكس» والمنظمات المشابهة تحظى بالإعجاب عموماً حيال وجهة نظرها بشأن الشفافية والانفتاح».
وأشارت «الغارديان» إلى أن المقاطع الأولى التي ستنشرها ستكشف وثائق محكمة عن طفولة أسانج وشخصيته الغريبة، وكيف أبلغت المحكمة حين أُدين مؤسس «ويكيليكس» بالقرصنة أثناء مراهقته ،لأنه كان صبياً موهوباً وذا خلفية مأساوية جعلت الكمبيوتر صديقه الوحيد. وقالت إن الكتاب يصف خفايا من حياة أسانج، وكيف ارتدى لباس امرأة واتخذ خطوات لتضليل السيارات التي طاردته أثناء توجهه إلى المنزل الذي يقيم فيه بمقاطعة «نورفولك» البريطانية، حيث أقام أنصاره معسكراً سرياً في تشرين الثاني الماضي.
وتفيد هذه السيرة التي كتبها الصحافيان في الغارديان، دايفيد لي ولوك هاردينغ، تحت عنوان «في قلب حرب جوليان اسانج على الأسرار» إن الرجل لم يعرف والده الحقيقي قبل سن السابعة والعشرين.
ويفيد بأن «الأب الحقيقي لأسانج جون شيبتن كان غائباً في معظم الأوقات»، موضحاً أن «والدة أسانج أغرمت في سن السابعة عشرة بشيبتن، الذي كان معارضاً، خلال تظاهرة ضد حرب فييتنام في 1970».
ويضيف أن «العلاقة بينهما انتهت، ولم يعد شيبتن يلعب أي دور في حياته لسنوات، ولم يتصل يتصل أحدهما بالآخر قبل أن يبلغ أسانج سن الخامسة والعشرين».
وفي وقت لاحق، التقى جوليان بوالده واكتشف أنه ورث عنه طباعه. وقال أحد أصدقاء الوالد إن شيبتن كان «أشبه بمرآة تعكس صورة جوليان».
وقال الصحافيان في كتابهما، إن أسانج المولود في أوستراليا، كان في انكلترا عندما اكتشف أن عملاء الـ«سي آي إيه» يطاردونه رغم «غياب أي أدلة» ضده.
وأضاف جيمس بول أحد مساعدي أسانج للصحافيين «يمكنكم أن تتصوروا كم كان التنكر بلباس امرأة مضحكاً. ارتدى ملابس امرأة مسنة لأكثر من ساعتين».
كذلك ورد في السيرة الجديدة أن أولى متاعب أسانج مع القضاء تعود الى 1994 بتهمة القرصنة المعلوماتية.
ونشر أسانج على الإنترنت آلاف الوثائق السرية عن حربي العراق وأفغانستان، ومذكرات صادرة عن دبلوماسيين أميركيين يعملون في عدة مراكز في العالم.
من جهة ثانية، قال أسانج في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي أس» الأميركية، إن مجموعته تملك «نظاماً تستطيع من خلاله نشر نسخ احتياطية مشفرة لوثائق لم تنشرها بعد».
وأضاف أن «هناك نسخاً احتياطية موزعة على عدد كبير من الأشخاص يقاربون الـ100 ألف، وكل ما نحتاج له هو إعطاؤهم مفتاح تشفير يسمح لهم بالاستمرار» في نشرها.
ومؤسس «ويكيليكس»، الذي سرّب مئات آلاف التقارير والمراسلات الدبلوماسية، أوضح أن «مفتاح التشفير هذا لن يُوزّعه إلّا في نهاية المطاف».
وتابع «إذا سُجن عدد من الأشخاص أو اغتيلوا، فعندها سنشعر بأننا لن نستطيع الاستمرار (في نشر الوثائق) وسيكمل آخرون عملنا وسنستطيع تسليم المفاتيح».
ونفى هذا الأوسترالي البالغ من العمر 39 عاماً أن يكون الدافع وراء عمله شعوره بمعاداة الولايات المتحدة أو أي اعتبارات سياسية أخرى، واصفاً موقعه بأنه «مناضل في سبيل الصحافة الحرة».
ويلاحق القضاء السويدي أسانج في قضية اغتصاب امرأتين في آب الماضي، وهو يقيم حالياً في بريطانيا في أجواء حرية مشروطة.
(يو بي آي، أ ف ب)