دخل الجنود الصوماليون وقوات الاتحاد الأفريقي مدينة كيسمايو، أمس، بعد أكثر من يومين على فرار حركة الشباب الإسلامية من آخر معاقلها في الصومال. وذكر المتحدث باسم الجيش الصومالي أن مئات من قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي الميليشيات المتحالفة معها انتشروا في وسط مدينة كيسمايو، المعقل السابق لحركة الشباب الإسلامية المتشددة. وأضاف أن المتمردين فروا من المدينة التي كانت آخر مصدر مهم لمواردهم عبر تصدير الفحم من الميناء وجبي الضرائب، وتراجعوا إلى الغابات والبلدات المحيطة بعد هجوم بحري وجوي وبري تشنّه القوات الحكومية منذ يوم الجمعة الماضي. من جهته، هنّأ الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود قوة الاتحاد الأفريقي لأنها طردت حركة الشباب من كيسمايو. وقال الشيخ محمود، في بيان، «إنه يوم عظيم للسكان. إننا نهنّئ اميسوم والقوات الصومالية التي أبدت شجاعة لدحر العدو خارج المدينة». ووصف شيخ محمود العمليات العسكرية المشتركة بين القوات الصومالية والأفريقية في كيسمايو بأنّها إنجاز مهم بالنسبة للصومال، داعياً سكان المدينة إلى الهدوء والتعاون مع الأجهزة والقوات الأفريقية الصومالية المشتركة لتحقيق الأمن في المدينة. وأضاف «أدعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين في المنطقة الذين لم يتلقوا أي مساعدة بسبب منع حركة الشباب المنظمات الإنسانية من العمل».
من جهته، أكد رئيس الحركة، الشيخ حذيفة عبد الرحمن، أن مقاتلي الحركة لن يسمحوا «للأعداء» بالحكم بسلام. وأضاف أنهم يستعدون للاشتباك مع القوات المتحالفة في الشوارع والأزقة والأدغال الموحلة عندما تدخل كيسمايو رغم فقدانهم السيطرة على المدينة.
في المقابل، أعلنت حركة الشباب مقتل طفلين وإصابة أشخاص آخرين جراء القصف، وهو ما نفاه المتحدث العسكري الكيني الكولونيل سيروس أوغونا. وسيشكل بسط السلطة في المدينة تحدياً جديداً للحكومة الصومالية الجديدة. وفي هذا الإطار، رأى المحلل في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، حاج رشيد حسني، أن «طريقة إدارة كيسمايو بعد حركة الشباب ستكون من أصعب المسائل التي يتعين أن يقوم بها الرئيس الجديد الذي يجب عليه فرض سيطرة الحكومة على المدينة ليفرض نفسه رئيساً للدولة». كذلك، أوضح رئيس مشروع القرن الأفريقي في المجموعة، اج هوغندورن، أن «كيسمايو كانت دائماً موقعاً تصعب مراقبته بسبب الصراع للسيطرة عليه».
(أ ف ب)