نواكشوط | على ايقاع الشعر والطبول والرقصات يتشكل بعض ألق العاصمة الموريتانية التي تعمل السياسة على تسخين شتائه. ووسط حرب نفسية ودعايات، تعيش موريتانيا هذه الأيام حملات دعائية مثيرة رغم مقاطعة أحزاب المعارضة العشرة للانتخابات. فقد بات حزب تواصل الإسلامي وحزب التحالف الناصري أبرز منافسي الحزب الحاكم وأحزاب الغالبية الداعمة لرئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز. في الوقت نفسه، استغربت صحيفة «الطوارئ» الالكترونية التي رصدت جولات الرئيس في عدة شوارع من نواكشوط من دون حراسة في سيارة مع حرمه، بينما كثفت الأحزاب المعارضة، والتي وعدت بإفشال الانتخابات، من نشاطاتها وهي تعمل بشكل كبير على حملة المقاطعة.
ونددت المعارضة بما اعتبرته اعتقال الشرطة لعدد من مناضليها عندما قاموا بأنشطة رافضة لتنظيم الانتخابات التشريعية والبلدية في مدينة نواذيبو شمال البلاد.
لكن الحزب الحاكم قلّل من أهمية مقاطعة هذه الأحزاب. وقال نائب رئيس الحزب، محمد يحيى ولد حرمة، إن المعارضة تشهد مشاركة قوية وفاعلة مع انها لا تمثل وزناً يذكر. واعتبر القيادي ان زعيم المعارضة احمد ولد داداه، وحزب تكتل القوى الديموقراطية، ليست لهما شعبية معتبرة.
وسط هذه التطورات، قدّم الحزب الموريتاني الحاكم، الذي ينفرد بمرشحين في جميع الدوائر، مرشحين لمئتين وثماني عشرة بلدية ومئة وسبعة وأربعين مقعداً برلمانياً على انجازات الحكومة، مُبرِزاً أن موريتانيا اليوم حققت في أبرع سنوات من حكم الرئيس ما لم تحققه في حكم آخرين.
أمام مقاطعة احزاب المعارضة، لم يكن لرئيس الحزب الموريتاني الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين، الا أن يعبر عن اسفه، لكنه رفض التبريرات التي قدمها زعماء المعارضة واتهمهم بالأنانية.
ولم يرق خطاب الحزب الحاكم لبعض الأحزاب الموالية للرئيس، والتي تتهمه باحتكار منجزات الرئيس التي تتساوى فيها أحزاب الموالاة.
فقد اعتبر حزب الوحدة والتنمية، وهو من داعمي الرئيس، ان الحزب الحاكم يختبئ وراء الرئيس ويستغل انجازاته لكسب الناخبين، رافضاً هذا الاحتكار.
وقال الحزب إنه يدعم برنامج رئيس البلاد ويعتز بمنجزاته، لكنه في نفس الوقت يرفض المزايدة التي يقوم بها الحزب الحاكم والأخطاء الفادحة التي يقع فيها.
ومن جانبه، انتقد رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي، مسعود ولد بلخير، والذي يضم التيار الناصري الموريتاني، لجنة الانتخابات المستقلة واعتبرها «بلاءً مبرماً».
وأكد ولد بلخير، وهو رئيس البرلمان المنتهية ولايته، أن لجنة الانتخابات باتت مقلقة بسبب أخطائها الفادحة وتجاوزاتها.
اما موقف المرشح الرئيسي للإسلاميين محمد غلام ولد الحاج الشيخ، فقد اقتصر على مهاجمة مرشحي الحزب الحاكم واتهمهم باستغلال مقدرات البلاد في حملاتهم الدعائية.
واعتبر محمد غلام، خلال مهرجان لأنصار الجماعة الاسلامية في نواكشوط، أن شعبية حزبه في تنامٍ عكس أحزاب الموالاة التي تولد كبيرة ثم تنهار فجأة.
القيادات الإسلامية، التي ينظر اليها الكثيرون بعين الريبة بسبب استفادتها من الأموال القطرية التي باتت حديث الموريتانيين هذه الأيام، وعدت ببناء مدارس ومستشفيات، والتدخل في حالات الطوارئ لمساعدة المواطنين.
غير ان الاسلاميين الذين يتمتعون بامكانات مادية تجسدت بشكل ملحوظ خلال هذه الحملات الدعائية باتت تثير اهتمامات صناع القرار.
ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر مطلعة، قولها إن الرئيس الموريتاني يشرف شخصياً على خطة لمنع «تواصل» من فوز معتبر في الانتخابات.
وقال مصدر مطلع إن ولد عبد العزيز، رد على أحد الغاضبين من الحزب الحاكم استشاره في دعم حزب من أحزاب الأغلبية الجديدة، بقوله، «أنا احذرك فقط وأحذر الجميع من مساندة حزب الإسلاميين لأن فوزه بنسبة معتبرة في هذه الانتخابات سواء على مستوى البلديات أو النواب سيكون خطيراً علينا».
وسط تباكيهم على مجد ضائع، يوظف الاسلاميون في موريتانيا شعار رفاقهم في مصر: أربع اصابع، نسبة لمسجد رابعة العدوية في حملاتهم الدعائية للانتخابات.
وناشد القيادي الإسلامي محمد الأمين ولد الشريف أحمد، الجماهير خلال مهرجان في نواكشوط، استبدال شعار الانتصار «رفع الأصبعين» بشعار رابعة «أربع أصابع»، وهو ما لقي قبولاً كبيراً من جماهير الحزب.
الشعار الجديد دفع البعض من أنصار التيار الى التركيز عليه بدل الحديث عن برامجهم الانتخابية. وبات التيار الذي يوظف اموالاً طائلة في حملاته الدعائية مركزا على الشعار الذي بات رمزاً لسيارات الاسلاميين الشخصية او التي استأجروها من الشركات السياحية.