طوت فنزويلا أمس صفحة حكم الرئيس هوغو تشافيز لتبدأ منذ اليوم معركة خلافة القائد. فتشافيز الذي ادرك مآل وضعه الصحي، اختار نائبه نيكولاس مادورو لخلافته في السلطة، فيما المعارضة التي توحدت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة خلف إنريكي كابريليس رادونسكي تستمر في رهان عليه.
خلافة تشافيز ستضع البلاد أمام تحديات كبيرة اهمها إن كان مادورو قادراً على خلافة تشافيز وملء الفراغ الذي خلفه، وأن يكون موضع اجماع قادة الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم، ام أن المعارضة ستستفيد من غياب القائد لتنفذ إلى قيادة البلاد نحو مرحلة جديدة؟
رحلة الغموض حول الوضع في البلاد بدأت مباشرة بعد إعلان مادورو خبر الوفاة في التلفزيون الرسمي. وقال مادورو وهو يبكي «تلقينا الخبر الاكثر مأسوية وحزناً الذي يمكن أن نعلنه للشعب. عند الساعة 16,25 (20,55 ت غ) اليوم الخامس من آذار توفي قائدنا الرئيس هوغو تشافيز فرياس». وأرفق مادورو الخبر بإعلان أن الحكومة الفنزويلية قررت نشر الجيش وقوات الشرطة في البلاد من اجل «ضمان السلام». وقال بيان لمادورو الى كل وسائل الاعلام في البلاد إن «كل القوات الوطنية المسلحة البوليفارية والشرطة الوطنية البوليفارية تنتشر في هذا الوقت لمواكبة وحماية شعبنا وضمان السلام».
بدوره، اعلن وزير الدفاع دييغو موليرو أن القوات المسلحة الفنزويلية تعهدت باحترام الدستور ورغبة الرئيس هوغو تشافيز، في إشارة إلى اختياره مادورو. وقال موليرو، في مداخلة نقلتها كل وسائل الاعلام وإلى جانبه عدد من كبار ضباط الجيش، «اننا موحدون لاحترام والعمل على احترام الدستور ورغبة زعيمنا هوغو رافاييل تشافيز فرياس».
بالمقابل، دعا زعيم المعارضة الفنزويلية هنريكي كابريليس رادونسكي الفنزويليين إلى «الوحدة» بعد وفاة تشافيز.
واعلن عبر حسابه على موقع «تويتر» تضامنه «مع كل عائلة وانصار الرئيس هوغو تشافيز، اننا ندعو الى وحدة الفنزويليين».
وفور اعلان وفاة تشافيز، ابدى حلفاء الراحل في اميركا الجنوبية أسفهم الشديد على رحيله. ووصفت الاكوادور رحيل تشافيز بأنه «خسارة لا تعوض» بالنسبة لاميركا اللاتينية. واعربت حكومة الرئيس الاشتراكي رافاييل كوريا، وهو حليف مقرب من الرئيس الفنزويلي، عن «حزنها العميق» بعد الاعلان عن وفاة تشافيز، مؤكدةً أنه كان «زعيم حركة تاريخية» وكان «ثورياً يستحق الذكر»، بحسب بيان نشرته وزارة الخارجية في كيتو.
بدورها، اعربت كولومبيا عن «حزنها العميق» لوفاة تشافيز، مذكرة بأنه قدم دعماً مهماً لعملية السلام مع متمردي حركة فارك. وقالت وزيرة الخارجية الكولومبية، ماريا انغيلا هولغوين في بيان، «نشعر بحزن عميق. لقد عملنا بشكل جيد مع الرئيس تشافيز. اعتقد أن هذا الامر كان خلال العامين الماضيين علاقة جيدة ولقد تقدمنا كثيراً».
من جهته، وفي اول تعليق اميركي بعد اعلان وفاة تشافيز، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما دعم بلاده للفنزويليين. واعرب عن الامل في اقامة «علاقات بناءة» مع الحكومة الفنزويلية الجديدة في «فصل جديد» من تاريخها.
وكان مادورو، الذي اختاره تشافيز ليخلفه في الحكم، قد عقد مشاورات مع العديد من الوزراء والمسؤولين العسكريين ونحو 20 حاكماً من الحزب الحاكم، بحسب تلفزيون «في تي في». واتهم مادورو «أعداء فنزويلا التاريخيين» بالتسبب في اصابة الرئيس هوغو تشافيز بمرض السرطان.
كما أعلن مادورو طرد ملحق القوات الجوية الأميركي الكولونيل ديفيد ديلمونيكو في السفارة الاميركية في كراكاس بعد اتهامه بمحاولة الاتصال بمسؤولين عسكريين فنزويليين لاقتراح «مشاريع تزعزع استقرار» البلاد. وأكد مادورو أنه «تم منحه 24 ساعة لترتيب حقائبه ومغادرة فنزويلا».
وفي اول تعليق على اتهامات مادورو لواشنطن وقبيل اعلان وفاة تشافيز، رفضت الولايات المتحدة الاتهامات بالتآمر،
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية باتريك فانتريل «القول بأن الولايات المتحدة ضالعة بشكل ما بما يسمى مرض الرئيس تشافيز هو امر عبثي ونحن نرفض بشدة هذا الاتهام».
واضاف فانتريل في بيان «نرفض بشدة ادعاءات الحكومة الفنزويلية التي قالت إن الولايات المتحدة ضالعة في مؤامرة لزعزعتها». وأوضح أنه على الرغم من الخلافات العميقة بين البلدين، فإن الولايات المتحدة سعت إلى اقامة علاقات منتجة ولكن «التأكيدات الخاطئة» التي تستهدف واشنطن تظهر أن كراكاس لم تكن «معنية بتحسين هذه العلاقات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)