تقرير | خصص التقرير فصلاً كاملاً تمحور حول الصين وكوريا الجنوبية من باب سيطرة هاتين الدولتين على صناعة العوالم الافتراضية وتكنولوجيا الإنترنت. هو خوف من «هيمنة الصين على كامل المنظومة التي تشغّل العالم الافتراضي، الذي بدوره يستخدم في التجارة العالمية والاتصالات والتسلية والتعليم ...» يقول معدّو التقرير ويتحدّثون عن مستقبل تديره الصين وكوريا الجنوبية من خلال تحكّمهما بأنظمة الكومبيوتر وبالمبيعات و«الأخطر» بتداولات صرف العملات الخاصة بالإنترنت التي بدأ البعض يستخدمها في الواقع.

وكان من اللافت إشارة التقرير الى الخشية من أن «تراقب السلطات الصينية مستخدمي الإنترنت حول العالم، بمن فيهم المواطنون الأميركيين كما تفعل مع مواطنيها داخل حدودها»، وقد تبيّن بعد سنوات من إعداد التقرير أن السلطات الأميركية هي التي تراقب روّاد الإنترنت من أميركيين وأجانب.
اقتصادياً، ركّز معدّو التقرير الاستخباري على «خطورة انتشار ظاهرة التداول بالعملة الافتراضية» والتي تسمّى Q Coins أو Bitcoin واستخدامها أكثر فأكثر كسيولة. وقد بدأت البطاقات المسبقة الدفع التي تستخدم في الألعاب الإلكترونية بالانتشار وتعتمد من قبل اللاعبين الافتراضيين لـ«شراء» وقت إضافي أو أكسسوار ما في اللعبة أو لشراء عملة الإنترنت.
وهنا يلفت التقرير الى أن «شركات الألعاب الإلكترونية تملك نفوذاً عالمياً قوياً يمكّنها من التسويق لفكرة التداول بالعملات الافتراضية في عمليات تحويل أموال صغيرة بطريقة أسهل وأسرع من العملات الفعلية». ويضيف إن الدول قد ترى العملات الافتراضية كـ«تهديدات اقتصادية وسياسية وجرمية». وهنا يذكر التقرير أن الصين تنبّهت لخطورة بدء التداول بالعملات الافتراضية، فأصدرت قوانين تضبط ذلك وابتكرت طرقاً تمكّنها من السيطرة على تلك العمليات.
ومن التهديدات البارزة التي يمثلها انتشار التداول بالعملات الافتراضية يعدّد التقرير: تفاقم مشكلة تبييض الأموال، الاعتداء على سيادة الدول الاقتصادية وعلى سيادة أسواقها المالية، وصعوبة فرض ضريبة على التحويلات والعمليات التي تتمّ من خلال العملات الافتراضية.
أميركياً، يشجع التقرير الحكومة الأميركية على ابتكار قوانين لضبط تلك العمليات والحدّ من خطورة انتشار العملات الافتراضية.
وفي مقدمة أحد فصول التقرير حول «المستقبل المعقول» للعالم الافتراضي، يقترح معدّو التقرير مشروعاً صخماً عبارة عن «طريق سريع إلكتروني للمعلومات» يصل كل مستخدمي الإنترنت ببعضهم اليعض، ويجعل الأميركيين أكثر الشعوب تواصلاً وحركة كونهم يتمتعون بأسرع شبكة، ما سيؤدي الى استعادة الولايات المتحدة مكانتها في قيادة التجارة الإلكترونية عالمياً وما سيطوّر التكنولوجيا العسكرية ويقوي تبادل المعلومات والتواصل «من أجل مستقبل أفضل» على كل الصعد.