نظّم البرلمان الأوروبي في ٢٧ تشرين الثاني الماضي حفل عشاء ترحيبياً بالمنضمّين الجدد الى برنامج «القادة السياسيون الشباب» الذي يشارك فيه إسرائيليون وفلسطينيون، ويهدف الى «الترويج لاعتماد الحوار والتفاهم بغية التوصل الى بناء سلام وثقة طويلَي الأمد بين القادة السياسيين المستقبليين خارج الاتحاد الأوروبي». لكن العشاء الترحيبي تضمّن تفصيلاً استفزّ مجموعة من النوّاب الأوروبيين ودفعهم الى الاعتراض رسمياً عليه.
التفصيل هو أن النبيذ الذي قدّم للمشاركين في العشاء إسرائيلي يأتي من مصنع خمر في مستوطنة في الجولان المحتلّ، الأمر الذي اعتبره عدد من النوّاب في البرلمان «استفزازياً لعدد كبير من المشاركين في البرنامج ومكانه غير ملائم» مشيرين إلى أن «الجولان هي أرض ضمّتها إسرائيل بطريقة غير شرعية إليها وأن القانون الدولي والاتحاد الأوروبي لا يعتبران هضبة الجولان جزءاً من الأراضي الإسرائيلية». وذكّر المحتجّون بأن «البرلمان الأوروبي يدين بوضوح واستمرار المستوطنات الإسرائيلية وتوسّعها ولم يعترف يوماً بأي سيادة لإسرائيل على الجولان». كما احتجّ النواب على تقديم زجاجات النبيذ تلك التي كتب عليها «صنع في إسرائيل» وذلك بمخالفة واضحة لقانون الاتحاد الأوروبي الذي كان يفرض أن تكتب على الشكل التالي «منتج من هضبة الجولان (من مستوطنة إسرائيلية)»، ما يعَدّ «ضربة كبيرة لصدقية البرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي في الملف الفلسطيني ــ الإسرائيلي وشرعنة خرق القوانين الأوروبية من قبل بعض الجهات الاقتصادية»، أضاف النواب المعترضون الذين قدّموا احتجاجاً إلى رئيس البرلمان الأوروبي وطالبوا بإدراجه رسمياً على جدول أعمال مجلس رؤساء الكتل وهو أعلى سلطة إجرائية الى جانب الرئيس.
(الأخبار)