تقترب المحادثات بين إيران ومجموعة «5+1» بشأن البرنامج النووي، المستمرة منذ عام ونصف عام، من خط النهاية، حيث تبذل الأطراف المفاوضة كل ما في وسعها بهدف حسم نقاط الخلاف، التي عقد من أجلها مسؤولون أميركيون وأوروبيون وإيرانيون ــ بينهم وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان ونائبا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي ــ جلسة مفاوضات استمرت ست ساعات وانتهت في الثالثة من صباح أمس. الجهود المكثفة بدأت تتبلور نتيجتها في التصريحات التي يطلقها المسؤولون من الجانبين، والتي عبّر عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، بالقول إن بلاده والقوى الكبرى لم تكن «يوماً أقرب» من الآن للتوصل إلى اتفاق.
وفي رسالة عبر موقع «يوتيوب» بالإنكليزية، أكد ظريف أنه «رغم بعض الخلافات، لم نكن يوماً أقرب» من التوصل إلى اتفاق دائم، لكنه لفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أنه «رغم ذلك، فإن الاتفاق ليس أمراً مؤكداً». كذلك، تطرّق ظريف إلى مسألة أخرى، مؤكداً أن طهران جاهزة للتعاون لمواجهة التحديات المشتركة كالتطرف. وقال: «نحن جاهزون للتوصل إلى اتفاق جيّد ومتوازن لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات المشتركة المهمة»، مضيفاً أن «التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر المستشري للتطرف والهمجية».
كيري أشاد بـ«الجهود
الصادقة» التي تبذلها
الأطراف المشاركة

كلام ظريف أتى بعد جولة جديدة من المحادثات مع نظيره الأميركي جون كيري، كان قد استبقها هذا الأخير بالإشادة بـ«الجهود الصادقة» التي تبذلها جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات. وقال: «لدينا بعض القضايا الصعبة، لكن هناك جهود صادقة من قبل الجميع لنكون جادين في ذلك، مع تفهم ضيق الوقت». وأشار إلى أن فرق المفاوضين تعمل «بجد طوال اليوم لإحراز أقصى حد من التقدم. في جهد هادف وبحسن نية لإحراز تقدم. ونحن نحرز تقدماً». وأضاف كيري: «لذا، سنواصل العمل الليلة وغداً والأحد. كلانا يرغب في المحاولة لمعرفة ما إذا كنا نستطيع التوصل إلى نتيجة».
في السياق ذاته، قال دبلوماسي غربي: «نقترب من النهاية» مؤكداً أنه لا توجد خطط لاستمرار المفاوضات، لفترة طويلة بعد الثلاثاء المقبل. وأضاف: «إما أن نحصل على اتفاق أو لا»، مشيراً إلى أن العملية «لا تزال صعبة جداً».
وربطاً بما توحي به كافة التصريحات بأن الاتفاق أصبح في المتناول، فقد أفاد مسؤولون غربيون وإيرانيون بأن هناك بوادر على التوصل إلى تسوية بخصوص واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية، وهي زيارة المواقع الإيرانية لمراقبة التزام أي اتفاق مستقبلي. وفي السياق، نُقل عن مسؤول إيراني رفيع المستوى في فيينا، أول من أمس، قوله إن إيران ستنضم إلى نظام للتفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطلق عليه البروتوكول الإضافي، وسيطبق مؤقتاً في بداية تنفيذ الاتفاق ثم يصدق عليه البرلمان الإيراني، في وقت لاحق. وأضاف المسؤول أن من الممكن أن توافق إيران أيضاً على نظام «للدخول بضوابط» يقتصر على حماية الأسرار العسكرية والصناعية المشروعة في المواقع العسكرية ذات الصلة.
وبعدما شهد يوم الخميس اجتماعاً بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو والرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين في طهران، ذكر أمانو في بيان، أمس، أن الطرفين أصبحا «أكثر تفهماً» في بعض المسائل، لكنه أضاف أنه لم تتحقق انفراجة وأن «هناك حاجة للمزيد من العمل».
وغداة زيارة أمانو، توجّه مدير مكتب الرئيس الإيراني محمد نهاونديان، إلى فيينا في «مهمة خاصة» للمشاركة في الأيام الأخيرة من المفاوضات، وفق وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، التي ذكرت أنه سيجري «المشاورات اللازمة» مع الوفد الإيراني.
في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، لوسائل إعلام إيرانية في فيينا، أن طهران «مستعدة للتعاون مع أمانو لإثبات أنه لا أساس لتلك المزاعم والاتهامات». ورأى أن «زيارة أمانو لطهران كانت جيدة بحسب التقارير التي تلقيناها»، مضيفاً أنها «كانت ناجحة ونأمل أن نكون قادرين على إحراز تقدم في ما يتعلق بملف البعد العسكري».
بدوره، أكد ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي أن «الجانبين اتفقا على تفاهم عام حول الجدول ومتابعة» هذا التعاون، مضيفاً أن «تفاصيل وخطة جدول العمليات» ستُحَدَّد قريباً من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)