مع اقتراب انتهاء المهلة المحدّدة للتوصل إلى اتفاق شامل بين إيران والدول الكبرى حول الملف النووي، بدأت بعض الأطراف المفاوضة تدق ناقوس الخطر، في إشارة منها إلى ما تواجهه هذه المفاوضات من تباطؤ أو حتى توقف. ففي الوقت الذي صرح فيه مصدر دبلوماسي مفاوض بأن المحادثات توقفت فعلياً، أعرب رئيس المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف عن قلقه لحصول «تباطؤ مقلق جداً» فيها.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن ريابكوف قوله إن «هذا الأمر يقلقنا كثيراً لأن الوقت يضيق، ولا بدّ من الوصول بشكل عاجل إلى المرحلة النهائية».
وفي هذا الإطار، أوضح المسؤول الروسي أن جولة المحادثات التي انتهت في الرابع من حزيران «لم تحقق الكثير» من الاتفاقات الملموسة، مضيفاً أن «وتيرة تقدّم المحادثات تتباطأ تدريجياً».
وكالة «تاس» الروسية، نقلت من جهتها، عن مصدر دبلوماسي قوله إن المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست توقفت فعلياً، مشيراً إلى أن المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نهائي ربما يتعيّن تأجيلها مرة أخرى.
وتابع المصدر، الذي ذكرت «تاس» أنه عضو في أحد وفود الدول المشاركة، أن أحدث جولة من المحادثات في فيينا، أمس، لم تحقّق أي تقدم ملموس، مضيفاً أن «العملية توقفت بالفعل وثمة خطر من أن المهلة سيتعيّن تأجيلها مرة أخرى».
في هذا الوقت، حذّر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الغرب من إجبار طهران على وقف المفاوضات النووية، مؤكداً في حال عدم إيفاء السداسية الدولية بتعهداتها في طهران ستضطر إلى وقف المفاوضات النووية.
وفي كلمة له في ملتقى أقيم في محافظة ساري شمال إيران، أوضح لاريجاني أن المفاوضات جارية منذ ثلاث سنوات، وأن الأميركيين يطلقون تصريحات جديدة في الوقت الحاضر، ويتصورون أن الشعب الإيراني بحاجة إلى المفاوضات، وهم اختبروا الإيرانيين وما زالوا يختبرونهم.
وشدد أيضاً على أن الموضوع النووي ليس موضوعاً منفصلاً عن القضايا الداخلية والدولية لإيران، مشيراً الى أنه حلقة من سلسلة واسعة تشمل القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية للشعب.
وأكد لاريجاني أن الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي، منذ سنتين، بحرمة إنتاج القنبلة النووية، فوق جميع الأحكام بالنسبة إلى الشعب الإيراني والمسلمين عامة.
إلى ذلك، أعرب العديد من المسؤولين الأميركيين عن ثقتهم بصحة التقارير التي تحدثت عن تجسس إسرائيلي على فنادق أوروبية استضافت المفاضات النووية. وذكرت شبكة «سي ان ان» أن هؤلاء ذكروا أن إدارة الرئيس باراك أوباما «لا تشكّك في التقارير التي تتهم إسرائيل باستعمال الفيروس للتجسس على المحادثات مع إيران»، فيما أشار أحد المسؤولين إلى أن «التجسس على المحادثات الأميركية ليس أمراً جديداً على إسرائيل».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)