تشهد محادثات الملف النووي الإيراني انفراجاً ملحوظاً يتشارك في تحقيقه الإيرانيون والأوروبيون، في وقت لا تزال واشنطن تشكك وتحذر وتتهدد، رغم تأكيد الاتحاد الأوروبي تحقيق تقدم كبير في المحادثات.وأعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس، أن الإيرانيين يظهرون مستوى من الالتزام في البحث عن حل للمسألة النووية «لم يسبق أن شهدناه».
وقال سولانا للصحافيين في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «أعتقد أنه يمكننا القول إننا نحرز تقدماً». وأضاف «لم يسبق أن شهدنا في الماضي هذا المستوى من الالتزام وهذا المستوى من النقاش في المسائل الصعبة» مع الإيرانيين.
وأشار المسؤول الأوروبي إلى أنه «يأمل عقد لقاء آخر مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني في الأيام المقبلة». وأوضح في هذا الصدد «لا تسألوني طوال الوقت متى وأين سيجري، فأنا لا أعرف».. واكتفى بالقول «لا نريد أن نفقد الدفع الذي نشأ في فيينا»، حيث أجرى محادثات مع لاريجاني في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وسئل سولانا عن أسباب تأجيل لقائه مع لاريجاني الذي كان مقرّراً أول من أمس، فألمح إلى خلافات محتملة داخل الإدارة الإيرانية. وقال «كانوا بحاجة إلى قليل من الوقت الإضافي للتوصل الى إجماع داخل إدارة بلاده. فضَّلنا التأجيل لمواصلة توضيح الأمور على مستوى الخبراء».
وأشار الرئيس الأميركي جورج بوش امس، إلى أن القلق يساوره من أن تكون إيران «تحاول المماطلة» في ملفها النووي.
وقال بوش خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض: «قلقي من أنهم سيماطلون. إنهم سيحاولون أن يماطلوا حتى النهاية». وأضاف «إذا اختاروا تعليق برنامجهم للتخصيب بشكل يمكن التحقق منه، فسنأتي إلى مائدة التفاوض». ثم قال: «لا يزال العرض قائماً».
وأعلن الرئيس الاميركي أنه سيطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، أن تقول لإيران بوضوح إن عليها ألّا «تعوق» المفاوضات الديبلوماسية.
من ناحية أخرى، أعلن بوش أنه يرفض لقاء الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، إنه «يمكن فرض عقوبات على إيران إذا ما مثّلت تهديداً حقيقياً للأمن العالمي»، مشدّداً على أن موسكو «لا تؤيد أساليب القوة أحادية الجانب التي تنتهجها الولايات المتحدة».
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن لافروف قوله، في مقابلة أجرتها معه قناة «فيستي ــ 24» الإخبارية الروسية: «العقوبات و(حق) الفيتو (في مجلس الأمن) تحت تصرفنا». وصادق مجلس الدوما الروسي أمس على المعاهدة الدولية الخاصة بـ«مكافحة الإرهاب النووي». وتُعدّ المعاهدة أول وثيقة تهدف إلى مواجهة الأعمال الإرهابية التي قد تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل. وقال لافروف إن المصادقة على المعاهدة لا تضع قيوداً على التعاون مع الدول الأخرى، بما في ذلك إيران.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)