strong>المشاورات في مجلس الأمن حول كوريا الشمالية قد تطول قبل التوصل إلى العقوبات التي تريدها بعض الدول الكبرى، والتي لم تمنع الاعتراف ببيونغ يانغ كقوة نووية جديدة على الساحة الدولية.بير فشلت الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن أمس في الاتفاق على العقوبات الواجب إيقاعها على كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية أول من أمس، ولا سيما بعد ظهور موقف روسي يعترف ببيونغ يانغ كـ“قوة نووية تاسعة”، فيما أيدت الصين “إجراءات مدروسة” ضد كوريا الشمالية، مستبعدة مع موسكو العمل العسكري.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، المندوب الياباني كنزو أوشيما، للصحافيين بعد اجتماع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية، “لم نتمكن بعد من الخوض في التفاصيل المحددة، ولكن أعتقد أننا على وجه العموم توصلنا إلى تفاهم جيد لمواقف بعضنا البعض، أين نقف، وماذا نريد أن نحقق”. وأضاف “نحتاج إلى مزيد من المشاورات على مستوى الخبراء وعلى مستوى السفراء، كما نحتاج إلى بحث المسألة مع بقية أعضاء مجلس الأمن”.
وأوضح أوشيما أن أحد أبرز مواضيع البحث هو احتمال اعتماد الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتيح فرض عقوبات واللجوء إلى القوة في حالة تهديد السلام أو خرق القرار المتخذ. وخلص إلى أن “ما أستطيع قوله هو أننا نجري مباحثات جيدة جداً ونحاول تحديد ما يمكننا تحقيقه. وأعتقد بوجود تفاهم عام على الحاجة إلى العمل معاً، وبسرعة”.
في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أن كوريا الشمالية تحولت “بحكم الأمر الواقع الى القوة النووية التاسعة” العالمية. وقال، في مؤتمر صحافي، إن التجربة الكورية الشمالية “توجه ضربة كبيرة الى نظام منع الانتشار النووي. مثل هذه الأعمال تثير القلق والاستياء”.
وأضاف ايفانوف “أعتقد أنه عند النظر في قرار في مجلس الأمن الدولي، فإننا لا نتحدث عن استخدام القوة”. وتابع “تخيّل إذا كان هناك عمل عسكري على أراضي كوريا الشمالية.. كوريا الشمالية لها حدود مع ثلاث دول، منها روسيا”.
ووصف إيفانوف المعطيات المتناقضة حول قوة الانفجار بـ “السياسية”. وقال «البعض يريد أن تكون هذه التجربة أكثر قوة، وآخرون يريدونها أقل قوة»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
ورداً على سؤال حول الأسلوب الروسي المعتمد من أجل تقييم وزن العبوة المتفجرة، قال «إنها طريقة سرية لن أكشفها لكم». وأوضح أن الخبراء الروس لا يشكّون في أن التفجير كان نووياً.
وقال إيفانوف إن العلماء الروس لم يرصدوا «أي آثار لمكونات ضارة بالإنسان». وأضاف أن الخبراء الروس قيّموا القوة الحقيقية للتفجير، لكنه لم يفصح عنها.
وأحجمت الصين عن استبعاد احتمال فرض عقوبات على كوريا الشمالية، لكنها قالت إن من “غير المتصور القيام بأي عمل عسكري”. وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها تتخذ خطوات نشطة لتشجيع كوريا الشمالية على العودة الى المحادثات السداسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيان تشاو “نعتقد أنه يتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخاذ الإجراء الملائم”، مضيفاً أن بكين ما زالت تبحث طبيعة هذا الإجراء.
وأجرى وزير الخارجية الصينية لي زاو كسينغ أمس محادثات هاتفية مع المفوّض الأعلى للشؤون السياسية الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ووزير الخارجية الكندية بيتر ماكاي تناولت التجربة النووية.
وفي باريس، أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي أن فرنسا ترغب في أن يعزز مجلس الأمن الدولي “في أسرع وقت ممكن” العقوبات على كوريا الشمالية. وأعرب عن الأمل في “صياغة قرار في أسرع وقت ممكن”.
وفي لندن، قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، أمام البرلمان، إن ما بدا أنه اختبار نووي تحت الأرض أجرته كوريا الشمالية “يمثل تهديداً واضحاً للسلم والأمن الدوليين”. وأكدت أن بريطانيا ستضغط من أجل “رد قوي” على الاختبار النووي من خلال مجلس الأمن الدولي.
ورأى البيت الأبيض أن التجربة النووية تعكس الفشل الدبلوماسي لنظام بيونغ يانغ. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إن “التجربة المزعومة شكلت استفزازاً عزز من تصميم المفاوضين الدوليين على فرض عقوبات اقتصادية عبر المواجهة الدبلوماسية لطموحات كوريا الشمالية النووية”.
وأضاف سنو “يبدو أن الفرقاء الرئيسيين متفقون على الحاجة إلى فرض عقوبة مناسبة على كوريا الشمالية نظير ما قامت به”. وشدد على أنه “سواء أكان التفجير نووياً أم لا”، فإنهم أصدروا بياناً قالوا فيه إنهم طوّروا سلاحاً .. إن الأطراف الخمسة (الدائمة العضوية في مجلس الأمن) يقولون: “يجب أن نعمل معاً، لذلك يجرون مشاورات الآن لمحاولة تنسيق الخطوات التي ستتخذ”.
وبعد يومين من إعلان كوريا الشمالية تفجيرها النووي، لا يزال خبراء الاستخبارات الأميركية غير قادرين على الوصول إلى نتيجة بشأن ما إذا وقع التفجير بالفعل. وقال سنو إن الأمر سيستغرق مزيداً من الوقت، وإن هناك “احتمالاً بعيداً بألا نتوصل إلى نتيجة أبداً”.
ونقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية عن مسؤول كوري شمالي قوله إن بلاده “لن تعود الى المحادثات السداسية الأطراف لوقف التطوير النووي الا اذا قدمــــت واشـــــنطن تنـــــــازلات”.
وأضاف “ما زلنا راغبين في التخلي عن البرامج النووية والعودة إلى المحادثات السداسية.. إذا اتخذت الولايات المتحدة الإجراءات اللازمة”. ولكن المسؤول أشار إلى أن بيونغ يانغ مستعدة لوضع رؤوس حربية نووية على صواريخ وإجراء تجارب نووية إضافية “حسبما يتطور الموقف”.
(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا)