القاهرة ــ عبد الحفيظ سعديبدو أن الحرس القديم في الحزب الحاكم في مصر يحاول استعادة بعض مواقعه التي خسرها في مواجهة الحرس الجديد بقيادة ابن الرئيس حسني مبارك، جمال. هذا ما تقوله التشكيلات الجديدة التى تسربت إلى «لجنة السياسات»، التي تُعدّ، من وجهة نظر المعارضة، «اللجنة التى تحكم مصر».
وتضم التشكيلات الجديدة أسماءً مثل عضو مجلس الشعب الدكتورة أمال عثمان وزعيم الأغلبية الدكتور عبد الأحد جمال الدين والمستشار فتحي رجب، وهي أسماء تنتمي، بشكل أو بآخر، إلى ولاءات قديمة تمتد إلى رموز الحرس القديم: رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الحاكم صفوت الشريف ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، وكمال الشاذلي، الرجل القوي لأكثر من ربع قرن، الذى أطيح به قبل أشهر فقط.
وتمكّن الشريف أيضاً من توجيه ضربة قوية إلى رجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم في الحزب وأقرب شخص الى جمال مبارك والمتهم باستخدام نفوذه السياسي لاحتكار صناعة حديد التسليح، الذي رفع سعره الأسبوع الماضى حوالى 100 جنيه (حوالى 17 دولار)، وهو ما جعله ينجح في اقل من 10 سنوات فى تكوين ثروة تقدّر، حسبما جاء في صحف واستجوابات برلمانية للمعارضة، بحوالى 40 مليار جنيه.
ونجح الشريف فى اقتطاع جزء من مملكة عز في الحزب، عندما أسند أمانة العضوية الى مجدي الشربيني، أحد المقربين من الحرس القديم.
ووجّهت مجموعة الحرس القديم ضربة أخرى إلى مجموعة جمال مبارك داخل الحزب الحاكم، وذلك عندما أبقت في أمانة السياسات على الدكتورة هالة مصطفى، رئيسة تحرير مجلة «الديموقراطية» الصادرة عن مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، التي اختفت فى الفترة الأخيرة من الاجتماعات وتعرضت لحملة عنيفة من صحف ترتبط بأسماء كبيرة فى مجموعة جمال مبارك. إلا أن هالة مصطفى قالت إن صفوت الشريف أكد لها أن الحزب لا يرغب في خروجها منه وأن من حقها أن تنتقد سياسات الحزب.
ويأتي الانحسار الجزئي لمجموعة جمال مبارك داخل الحزب الوطني الحاكم بعد وقت قصير من إبقاء مبارك الأب على رئيس الوزراء أحمد نظيف فى منصبه رغم الخلافات التى ظهرت بينه وبين مجموعة جمال التي روّجت لخروجه من رئاسة الوزراء لصالح رجل الأعمال ووزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد، المحسوب عليها.
ودفع الإبقاء على نظيف مبارك الابن الى اقتراح لجنة خاصة لمراقبة أداء الحكومة ومدى تنفيذها للبرنامج الموكول اليها، وهو ما عدّه المراقبون لجنة للتخلص من نظيف بالطرق الالتفافية.