strong>الأزمة الداخلية اللبنانية كانت حاضرة بقوة في دمشق أمس، وتمحورت حولها لقاءات مبعوث الجامعة العربية مصطفى عثمان إسماعيل، الذي عاد إلى بيروت، لبلورة مبادرة عربية تفتح “الطريق المسدود”
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، لدى استقباله أمس مبعوث الجامعة العربية السوداني مصطفى إسماعيل في دمشق، “حرص سوريا على الاستقرار في لبنان، ودعمها لكل ما يجمع عليه اللبنانيون”.
وذكرت وكالة الأنبار السورية (سانا) أن الأسد شدد على “أهمية تضافر جهود الجميع لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة، التي تمر بها”.
وقال إسماعيل، بعد اللقاء، إنه نقل رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير إلى نظيره السوري تتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة وبعض الأفكار السودانية، التي قال إنه «من المهم أن يتم التداول بشأنها مع المسؤولين في سوريا».
وأضاف إسماعيل أن سوريا تدعم مبادرة الجامعة العربية لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان. وقال: «تأكدت من الإخوة في سوريا أنهم مع الوفاق اللبناني ومع ما يتفق عليه اللبنانيون، وأنهم يدعمون هذه المساعي التي نقوم بها».
وتابع إسماعيل، بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إنه شرح له «الجهود التي نبذلها الآن لتطويق التوتر الذي يجري في لبنان وأهمية ألا يكون هناك غالب أو مغلوب، لكن المنتصر الوحيد هو لبنان». وأوضح أن دور سوريا رئيسي لنجاح المباردة العربية.
بدوره، دعا المعلم إلى “بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على استقرار لبنان”، مشيراً إلى “دعم سوريا لما يتوافق عليه اللبنانيون”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن لقاء المعلم مع مستشار الرئيس السوداني تركز على “آخر تطورات الأوضاع في المنطقة وبشكل خاص في فلسطين والعراق ولبنان”.
وأضافت “سانا” أن إسماعيل أطلع الوزير السوري على آخر ما توصلت إليه الجهود التي يقوم بها بتكليف من الرئيس السوداني عمر البشير الذي ترأس بلاده حالياً القمة العربية من أجل التوصل إلى حل للوضع القائم في لبنان”.
من جهة ثانية، رأى السفير السوري في تونس فيصل علوني أن الهدف من اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار جميل زعزعة العلاقات السورية ــ اللبنانية.
وقال علوني، لصحيفة “الصّريح” التونسية، إن الذين يوجهون أصابع الاتّهام إلى سوريا إنّما يساهمون في حماية المجرم الحقيقي، ويساعدون على إخفاء هويته.
واتهم السفير السوري بعض القوى اللبنانية بأنها “رهنت مواقفها للسّفيرين الأميركي والفرنسي، كما أن الحقد تغلّب عندها على العقل والمنطق”. ورأى أن سوريا أكبر من أن ترد على هؤلاء “الصغار وسياستهم التي لا تخدم إلا إسرائيل ومصالحها في المنطقة، وتضرّ بلبنان وبعلاقاته مع سوريا”.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)