strong>عــلاوي يــحذِّر مــن «كــارثة كبــرى»: الانســحاب حــتمي خــلال عــام
شهدت كركوك مجزرة جديدة أوقعت أكثر من 260 قتيلاً وجريحاً، عندما انفجرت 3 آليات مفخَّخة خلال 20 دقيقة بعدما تمّ تفكيك عبوة رابعة، في وقت أعرب فيه رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي عن تخوفه من «كارثة كبرى» ستحلّ على العراق في الأشهر المقبلة. ورأى علاوي، في مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» من لندن أمس، أنّه لا يستطيع رؤية العملية السياسية في العراق تسير بشكل إيجابي، لأنّ «المصالحة الوطنية هي اليوم، أبعد ما يكون من أي وقت مضى». ورداً على سؤال في شأن انسحاب أميركي من العراق، قال علاوي إنّ ذلك سيكون «حتمياً» العام المقبل، مبدياً أسفه من «عجز القوات العراقية عن تسلّم الأمن بدلاً منها».
وانفجرت شاحنة وسيارتان مفخخة في محلة الإسكان في كركوك بالقرب من أحد مقارّ «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي يتزعّمه الرئيس العراقي جلال الطالباني. وقال مدير مركز شرطة كركوك العقيد شيرزاد موفري إن 85 شخصاً على الأقل قتلوا في هذه التفجيرات، مشيراً إلى أن معظمهم حوصروا داخل حافلة واحترقوا بداخلها حتى الموت. وأضاف أن حصيلة الضحايا تبقى غير نهائية بما أنّ 25 من الجرحى في حالة خطرة جداً، وأن كثيراً من الجثث ما زالت مدفونة تحت الأنقاض، مشيراً إلى سقوط أكثر من 180 جريحاً.
وبالإضافة إلى ضحايا تفجيرات كركوك، سقط نحو 30 من المدنيين والجنود العراقيين في هجمات متفرقة في بغداد وبعقوبة والموصل، بينما قتل 3 جنود أميركيين. وإلى الجنوب من بغداد، بدأ نحو 8000 من عناصر الجيشين الأميركي والعراقي تنفيذ عملية اجتياح لمناطق تقع شرق محافظة الأنبار وشمال محافظة بابل. وقال قائد العملية الجنرال الأميركي ريك لينش إنّ الهجوم المعزّز بالطائرات يستهدف وقف تدفّق السلاح والمقاتلين إلى العاصمة. واعترف لينش بأنّ الهدف من العملية «سيستغرق فترة الصيف والخريف حتى نحرم العدو من معاقله، ثم سيستغرق أوائل العام المقبل حتى الربيع» لتأمين تلك المواقع. في هذا الوقت، اجتمعت معظم الأحزاب السياسية العراقية من مختلف الطوائف والأعراق، خلال الحفل التأبيني الذي أقامه «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» صباح أمس في بغداد لمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال زعيمه السيد محمد باقر الحكيم. وذكّر الطالباني، في كلمته، بأن الحكيم «كان يولي اهتماماً كبيراً بضرورة وجود جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية».
أما رئيس الوزراء نوري المالكي فقال من جهته إن «شهيد المحراب كانت له مواقف وعطاءات سباقة في مقارعة النظام البائد»، مذكّراً بدوره الحكيم في تثبيت الهوية الإسلامية للدولة العراقية. وأشار إلى «نية الحكومة مواصلة الجهود لتطوير الجيش العراقي والقوات المسلحة لتكون جاهزة لتحمل كامل مسؤوليتها لتسلم الملف الأمني وحماية الوطن، من خلال القوانين الكفيلة ببناء دولة دستورية متطورة».
وشدّد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في كلمته على «العلاقة التاريخية» بين الأكراد والعرب، التي «بناها ومتّنها السيد محسن الحكيم، والد الشهيد محمد باقر الحكيم، حين رفض إصدار فتوى تجيز محاربة الأكراد عندما طلب منه النظام البائد ذلك».
ودعا نائب رئيس الجمهورية الأمين العام للحزب الإسلامي طارق الهاشمي إلى أن يكون يوم استشهاد الحكيم يوماً للوحدة الوطنية وللأخوّة بين السنة والشيعة والأكراد، فيما دعت «جبهة التوافق العراقية»، في كلمتها، إلى أن يكون «هذا اليوم يوماً للمصالحة الوطنية والمشاركة في بناء العراق الجديد بعيداً عن الإقصاء والتهميش». وفي السياق، أعلن رئيس فريق الأطباء المعالج لعبد العزيز الحكيم أمس إمكان عودة الأخير من إيران إلى العراق بشكل مؤ‌قت حتى بدء المرحلة الرابعة من العلاج الكيميائي لسرطان الرئة. وفي سياق متّصل بالنقاش المحتدم منذ فترة في كل من واشنطن ولندن حول جدولة انسحاب مبكر للاحتلال، أكّد وزير الدفاع البريطاني ديس براون أمس، أمام جلسة مجلس العموم في لندن أمس، أنّ 500 جندي من أصل 5500 جندي بريطاني منتشرين في العراق حالياً، سينسحبون خلال أسابيع من مدينة البصرة، على أن يكتمل الانسحاب «قريباً» بعد أن تصبح القوات العراقية جاهزة لتسلّم المهام الأمنية بشكل كامل.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)