انحسرت الحرائق التي اجتاحت منطقة بيلوبونيسوس وجزيرة إيفيا في اليونان منذ ستة أيام، أمس، إلا أن ذلك لم يخفف النقمة الشعبية على الحكومة، والتي تزداد يومياً مع اكتشاف السكان حجم الأضرار الناتجة عن اشتعال النيران. وبفضل جهود فرق الإطفاء وهبوب الرياح وتراجع درجات الحرارة إلى 33 درجة مئوية، قال رجال الإطفاء إن حرائق الغابات «تراجعت» وأصبحت أقل اتساعاً من الأيام الماضية. إلا أن هذه الكارثة، التي أدت إلى مقتل 63 شخصاًبدأت تأخذ منحى سياسياً مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في 16 أيلول المقبل، ما وضع موقع رئيس الوزراء المحافظ كوستاس كرمنليس على المحك.
ونقلت صحيفة «أميريسيا» الاقتصادية عن مسؤولين في وزارة المال اليونانية قولهم إن الحرائق أدّت إلى خسائر بقيمة خمسة مليارات يورو (6.82 مليارات دولار).
وحذّر المفوّض الأوروبي المكلّف بشؤون البيئة، ستافروس ديماس، من احتمال حدوث فيضانات بعد الحرائق التي شهدتها اليونان. وقال لصحيفة «دي فيلت» الألمانية إن «كارثة جديدة تهدد المناطق التي اجتاحتها الحرائق. إذا هطلت أمطار، يمكن حصول فيضانات لأن التربة ستكون جافة جداً، وبالتالي لن تتمكن من امتصاص المياه».
في هذا الوقت، ضاعف زعيم حزب باسوك (الاشتراكي) جورج باباندريو انتقاداته للحكومة التي يتهمها بالتقصير و«إذلال» البلاد بسبب عدم استعدادها لمواجهة مثل هذه الحرائق، فيما كثّف رئيس الوزراء تصريحاته التلفزيونية والوعود بدفع تعويضات.
ونظمت أمس تظاهرة صامتة في أثينا احتجاجاً على سوء إدارة الحكومة لهذه الأزمة. ودعا المنظّمون، الذين يقولون إنهم «مواطنون عاديون» لا ينتمون إلى أي حزب سياسي، إلى التجمع من خلال الرسائل القصيرة على الهواتف الخلوية والرسائل الإلكترونية. ووجهوا سؤالاً إلى السلطات اليونانية «لماذا تركتم اليونان تحت الرماد؟».
وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد «ام ار بي» في 26 و27 آب، نشرت نتائجه أمس، لا يزال حزب الديموقراطية الجديدة، الذي يترأسه كرمنليس، متقدماً بنسبة 2 في المئة على حزب باسوك (35.2 في مقابل 33.2 في المئة).
إلى ذلك، دان البابا بنديكتوس السادس عشر «الأعمال الإجرامية» التي ارتكبها المهووسون بإشعال الحرائق. ورأى أن «تصرفهم اللامسؤول يهدد الأفراد ويدمر البيئة».
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية «إن الحكومة اليونانية ستقدم طلباً إلى صندوق التضامن الأوروبي للحصول على مساعدة مالية». وأضافت: إن الإجراءات التي يتم في إطارها منح المساعدات يمكن أن تستغرق نحو ثمانية أشهر.
(رويترز، أ ف ب، د ب أ)