بدأ ممثّلو أكثر من 12 فصيلاً مسلّحاً في إقليم دارفور، برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، أمس، اجتماعات تستمرّ ثلاثة أيام، بهدف توحيد موقفها قبل الشروع بمفاوضات مع حكومة الخرطوم.وتُعقد المحادثات في منتجع أروشا في تنزانيا، بعد أيام من صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1769، الذي يقضي بنشر قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، لوقف الحرب الأهلية المستمرّة بين القبائل العربية وغير العربية منذ عام 2003.
وقال الموفد الخاص للاتحاد الأفريقي الى السودان، سالم أحمد سالم، في أروشا قبل بدء الاجتماع، إن «هدفنا إيجاد موقف مشترك بين الفصائل، إذ لا يمكن إجراء مفاوضات بين حكومة الخرطوم من جهة، وسبعة أو ثمانية أو تسعة فصائل متمرّدة من جهة أخرى».
أمّا المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة إلى السودان، رادحي أشوري، فقال من جهته إنّ الهدف من الاجتماع «هو الإعداد للمفاوضات بين حكومة الخرطوم وفصائل الإقليم، لتوحيد أجندات الفصائل تهيئةً للاجتماعات النهائية المقبلة مع الحكومة السودانية».
غير أنّ العقبة الرئيسية التي تعترض مبادرة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، هي مقاطعة أحد أكبر الفصائل المسلّحة، «حركة تحرير السودان»، التي يقودها عبد الوحيد نور.
وبرّر نور، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، مقاطعة حركته لاجتماعات أروشا بأنّه «يجب أن تتوقّف عمليات القتل في دارفور قبل الشروع في أية مفاوضات، وهذا ما لم يحصل بعد».
من جهته، رأى موفد الأمم المتحدة يان الياسون، الذي يشارك أيضاً في اجتماع أروشا، أن العملية السياسية الهادفة إلى تسوية النزاع في دارفور باتت في «مرحلة حاسمة». وأبدى أليسون خشيته من «تدهور خطير للأوضاع في المخيّمات في حال عدم تحقيق تقدّم على الصعيد السياسي سريعاً، لأنّ نشر قوة السلام الدولية، سيستغرق وقتاً».
في السياق، ندّد الاتحاد الأفريقي أمس بالتهديدات الجديدة الصادرة عن بعض الفصائل المسلّحة في دارفور، ضد عناصر بعثته الموجودة في الإقليم، ووصفها بـ «غير المقبولة أبداً».
وقال الاتحاد، في بيان صدر من مقرّه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن «عشرين متمرداً مدجّجين بالسلاح هدّدوا يوم الأربعاء الماضي أعضاء البعثة الافريقية في مقرّها العام في مدينة الفاشر» كبرى مدن شمال دارفور.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)