غزة ــ رائد لافي
خاض مسلحون من الشرطة الفلسطينية الموالية لحركة «حماس» مواجهات عنيفة مع عناصر موالية لحركة «فتح» في قطاغ غزة فجر أمس، أعادت إلى الأذهان مشاهد موجات الاقتتال الداخلي، في وقت توعدت «كتائب عز الدين القسام» إسرائيل بالانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم. في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن تطوّراً نوعياً كبيراً حدث في قدرة خلايا «حماس» القتالية، مشيرة إلى أن ذلك ظهر جليّاً خلال الأيام الماضية، في مواجهات دارت مع الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة. ونقلت عن مصدر رفيع المستوى في جيش الاحتلال قوله: «إنهم يحاكون قدرات حزب الله، والقيام بحملة واسعة النطاق في غزة أمر حتمي، والقرار في هذا الشأن لدى القيادة السياسية».
وقال مصدر عسكري للصحيفة: «إنهم يستخدمون القناصة في وجه القوات وليس فقط إطلاق الرصاص العشوائي، بل يطلقون كميات كبيرة من القذائف الصاروخية نحو الدبابات ويهاجمون جنود الجيش»، الذين قال بعض من شارك منهم في المعارك إنهم واجهوا «جيشاً كاملا»، في إشارة إلى مقاومي «حماس».
وقُتل أربعة فلسطينيين، بينهم شرطي، وخامس في حال موت سريري، في صدامات مسلحة عنيفة بين الشرطة وعناصر من عائلة حلّس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قبل أن تتمكن جهود الوساطة من التوصل إلى اتفاق قضى بوقف إطلاق النار، وتسليم العائلة لأسلحتها ومطلقي النار على قوى الأمن.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان في الحي، فإن عدداً كبيراً من أفراد عائلة حلّس، بينهم القيادي «الفتحاوي» في القطاع أحمد حلّس، سلّموا أنفسهم مع ساعات الفجر إلى الشرطة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة إن القتلى هم: الشرطي يوسف أبو توهة، وطبيب الأطفال حسام حلّس، وسامر رفعت حلّس، واياد عمر حلّس، فيما يرقد الشرطي أحمد أبو نعمة في حال موت سريري. وأضافت أن 28 جريحاً وصلوا إلى المستشفى جرّاء الاشتباكات، بينهم 14 شرطياً، مشيرة إلى أن ثمانية جرحى في حال الخطر الشديد.
وتبادلت وزارة الداخلية في الحكومة المُقالة برئاسة إسماعيل هنية، وعائلة حلّس التهم في شأن الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات. وقالت وزارة الداخلية، في بيان، «إن الذي حدث في حي الشجاعية، جاء لفرض النظام والقانون، وإن المشكلة ليست مع عائلة حلّس، وإن جوهر المشكلة يتمحور حول إطلاق النار من أفراد خارجين على القانون، تجاه الشرطة أثناء تنظيمهم المرور». وشدّدت على أن «السلاح الشرعي والوحيد هو سلاح الأجهزة الأمنية»، متوعدة بأنه «لا أحد فوق القانون مهما كان انتماؤه التنظيمي أو العشائري».
في المقابل، نفت أوساط في عائلة حلّس قيام أي من أفراد العائلة بإطلاق النار على دورية للشرطة. وقالت إن «الشرطة طالبت بتسليم أحد أفراد العائلة سيارة تعود للسلطة كانت بحوزته، وأن الوساطات تدخلت لتسليم السيارة، إلا أن عناصر من قوات الشرطة بادروا إلى إطلاق النار ومحاصرة منازل العائلة».
من جهة ثانية، هددت «كتائب عز الدين القسام» قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات هجومية، وعدم الاكتفاء بصد الاجتياحات والعدوان ضد القطاع. وقال المتحدث باسم الكتائب، أبو عبيدة، «على العدو الصهيوني أن يتلقى الهجمات المزلزلة إذا استمر في الجرائم بحق أبناء شعبنا». وشدّد على أن «الخيارات كلها مفتوحة أمام كتائب القسام وفصائل المقاومة، بما في ذلك عمليات استشهادية داخل الأراضي المحتلة».