علي حيدر
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس بأن مؤتمر أنابوليس لم يمثّل تحولاً تاريخياً في حركة الصراع في المنطقة، ولكنه رأى فيه مرحلة يمكن أن تساعد في المستقبل، مُقرّاً في الوقت نفسه بأن المفاوضات مع الفلسطينيين «ستكون صعبة ومعقدة وتتطلب قدراً كبيراً من الصبر والحنكة».
وحذر أولمرت، الذي عاد الى اسرائيل بالأمس، من أن «انهيار حل الدولتين سيفرض عليها مواجهة نزاع على الطراز الجنوب أفريقي حول التساوي في حق التصويت (بين الفلسطينيين والاسرائيليين)»، ما سيؤدي الى «نهاية دولة اسرائيل فور حصول ذلك». وأكد أولمرت أن «المنظمات اليهودية التي كانت أساس قوتنا في الولايات المتحدة، ستكون أول من ينتقدنا لأنها ستؤكد لنا أنها عاجزة عن دعم دولة لا تحترم الديموقراطية ولا تضمن لجميع سكانها مبدأ التساوي في حق التصويت».
وقدّم أولمرت المؤتمر على أنه إنجاز لحكومته ووصفه بأنه فاق التوقعات بالنسبة إلى إسرائيل، لكونه «لبّى أكثر مما يمكننا تعريفه بتوقعات إسرائيلية، ولكن ذلك لا يُعفينا من المصاعب في المفاوضات».
ورداً على اتهامات اليمين الاسرائيلي في شأن عدم وجود شريك في الطرف الفلسطيني، رأى أولمرت أنه «يوجد الآن لدينا شريك»، لكنه أقر بأنه «شريك ضعيف ليست لديه قوة»، ويجب على اسرائيل أن توفر له «ما يلزم للحصول على الأدوات والتوصل إلى تفاهم على مسار التسوية».
وعلى رغم المهرجان الاحتفالي الذي أُقيم في أنابوليس، اعترف أولمرت بأن المؤتمر «لم يكن تحولاً تاريخياً، لكنه مرحلة يمكن أن تساعد»، مشيراً الى أن المفاوضات مع الفلسطينيين ستكون «صعبة ومعقدة وتتطلب قدراً كبيراً من الصبر والحنكة».
وذكر أولمرت أنه سيستمر ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في قيادة فريق التفاوض الاسرائيلي، لكن «سيكون هناك أناس آخرون يتصرفون باسمي وسيكون لهم دور مهم للغاية في هذه العملية».
ويبدو أن الجو الاحتفالي والإعلامي الذي رافق اللقاء الدولي لم ينجح في إقناع الاسرائيليين بنجاح المسار الذي انطلق في أنابوليس. وأظهرت استطلاعات رأي نشرتها صحيفة «هآرتس» أمس أن 17 في المئة فقط من الجمهور الاسرائيلي يعتقدون بأن المؤتمر كان «ناجحاً»، بينما وصفه 42 في المئة بأنه «فاشل» وتردد 25 في المئة في وصفه.
وأظهرت استطلاعات رأي أخرى أيضاً أن 83 في المئة من الإسرائيليين لا يصدقون أنه حتى نهاية عام 2008 سيُوقّع على اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين، وأن 62 في المئة يؤيدون إجراء مفاوضات مع سوريا على رغم رأي 69 في المئة أنه ينبغي عدم التنازل عن هضبة الجولان في مقابل سلام كامل.
وأظهرت الاستطلاعات أن رئيس المعارضة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو لا يزال يتصدر لائحة المرشحين لرئاسة الوزراء بنسبة تأييد 34 في المئة. وهو يتقدم على منافسيه وزير الدفاع إيهود باراك (17 في المئة) ورئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت (14 في المئة).