رام الله، غزة ــ الأخبار
350 عنصر أمن فلسطينيّاً ينتشرون في نابلس تمهيداً لانسحاب إسرائيلي

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة والقطيعة مع السلطة الفلسطينية، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس مع قياديين في الحركة الإسلامية في الضفة الغربية، صلّوا خلفه الجمعة في مقرّ المقاطعة، في خطوة فسرها مراقبون بأنها اعتذار غير مباشر عن تعهّد القيادي «الحمساوي» نزار ريان الصلاة في المقاطعة. كما صنّفت بأنها تأتي في سياق بروز تيارات معتدلة في الحركة الإسلامية.
وبث التلفزيون الفلسطيني صوراً لنائب رئيس الوزراء في حكومة «حماس» العاشرة، ناصر الدين الشاعر، والقياديين في الحركة فرج أبو رمانة وحسين أبو كويك والنائب أيمن دراغمة، وهم يؤدون الصلاة بجوار أبو مازن.
وقال ناصر الدين الشاعر إن «الرئيس عباس هو رئيس لكل الشعب الفلسطيني والمقاطعة بيت لكل الفلسطينيين». وأضاف: «ذهبنا للصلاة في المقاطعة والتقينا الرئيس وعدداً من مسؤولي السلطة الفلسطينية لتأكيد جملة من القضايا وتداولها، على رأسها الحوار والأوضاع الأمنية».
وشدّد الشاعر على أن «اللقاء إشارة إيجابية بحد ذاته، وأرسلنا من خلاله للمجتمع الفلسطيني أن الأبواب لا تزال مفتوحة، وهي بادرة حسن نية». وأضاف: «أكدنا في اللقاء أن الحوار غير مرتبط بمؤتمر الخريف، وأن الإجراءات الأمنية في الضفة يجب ألا تذهب إلى مدى بعيد، بل لضبط الأمن والأمان».
وشدّد أبو كويك على «أن أجواء الاجتماع إيجابية»، وقال: «التقينا عقب الصلاة، وما طرحناه هو الهم الفلسطيني وما يهم قضيتنا، وقد جرى حديث معمق ومطول وستكون له بوادر ستسهم في بدء جلسات الحوار».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الخطوة معارضة لموقف «حماس» في غزة، قال أبو كويك: «ليست معارضة لأحد، نحن في حماس جسم واحد متماسك تجمعنا رؤية للحل لما هو عالق، وهذه الخطوة الكل يعلم بها».
ورحبت حركتا «فتح» و«حماس» باللقاء، إلا أن الطرفين قلّلا من أهميته على صعيد استئناف الحوار الوطني. وقال المتحدّث باسم «فتح»، أحمد عبد الرحمن، إن «قادة حماس الأربعة عبروا عن تمسكهم بالشرعية وبسلطة الرئيس محمود عباس، الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني، وإن المقاطعة هي بيت الشعب الفلسطيني، وكذلك احترام سلطة القانون والنظام». وأضاف أن «الأربعة أدوا الصلاة خلف عباس تعبيراً عن رفضهم لتفوهات نزار ريان وغيره من زمرة الانقلابيين في غزة وتهديداتهم بنقل الفتنة الانقلابية إلى الضفة الغربية».
وقال عبد الرحمن إن «عباس قدّم شكره لهم على تمسكهم بالشرعية الوطنية، وأكد لهم أن الحوار لا يمكن أن يبدأ إلا بعد تراجع قيادة حماس عن الانقلاب الأسود وتداعياته».
وفي السياق نفسه، نفى المتحدّث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، «وجود أي علاقة للقاء بإمكان استئناف الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس في الوقت القريب»، وقال: «إن هذا اللقاء جرى بناء على دعوة وجهها الرئيس عباس لشخصيات إسلامية وقيادات من حركة حماس لأداء الصلاة حيث اقتصرت الأمور على ذلك». وأضاف: «لا علاقة لهذا اللقاء بأي حديث عن استئناف الحوار، فموقف الرئيس عباس من هذه القضية لم يتغير، وهو لا يزال على موقفه من رفض الحوار وفرض الشروط المسبقة».
وقال محللون فلسطينيون إن «اللقاء لا يعدو كونه محاولة لطمأنة عباس إلى أن حماس في الضفة الغربية لن تقدم على أي خطوة لمحاولة السيطرة على الضفة على غرار ما فعلته في غزة».
في هذا الوقت، باشرت حكومة سلام فياض «مهامها الأمنية» في مدينة نابلس، التي دخل إليها أمس 350 شرطياً فلسطينياً، بعد تلقيهم تدريبات مكثفة في مدينة أريحا، بناء على اتفاق بين فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول حكومي إسرائيلي قوله إن «نشر القوة الفلسطينية بمثابة اختبار لتمهيد الطريق باتجاه انسحاب محتمل للجيش الإسرائيلي من المدينة وباقي المناطق الفلسطينية في المستقبل».
وأعربت «حماس» عن قلقها من أن تعمل القوة الفلسطينية الجديدة ضد عناصرها فقط من دون عناصر «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح».