أبلغت نخبة من ضباط الاحتلال الأميركي في العراق أمس قيادتهم بأن أمام الجيش الأميركي مهلة لا تزيد على ستة أشهر للنصر في هذا البلد، وإلا فإن تجربة فيتنام قابلة للتكرار، في وقت انشغلت فيه الإدارة الأمنية والعسكرية للاحتلال بقضية العبوات التي حصدت أرواح ألفي جندي أميركي منذ الغزو في عام 2003.وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأميركية مايكل مابلز، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، أن لدى واشنطن «أدلة على تدريبات» لمسلحين عراقيين في إيران على استخدام متفجرات قادرة على اختراق الدروع، مشيراً إلى أن «حزب الله يشارك في التدريب» على هذه المتفجرات.
بدوره، كرر مدير الاستخبارات الأميركية مايكل ماكونيل اتهامه لطهران بتزويد الميليشيات الشيعية السلاح، كاشفاً عن أن بلاده «لا تمتلك أدلة مباشرة» على هذا الموضوع.
وفي سياق متصل، طلب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من مجلس الشيوخ تخصيص مبلغ 2.4 مليار دولار، لـ«تمويل الأبحاث لابتكار وسائل للتغلب على القنابل» التي تزرع على جانب الطرق في العراق.
وأعرب غيتس عن شعوره بـ«الإحباط، لأن 70 في المئة من الجنود الأميركيين (القتلى في العراق) توفوا بعبوات ناسفة بدائية الصنع».
ورأى غيتس أن الجيش الأميركي في العراق «يواجه خصماً ذكياً خفيف الحركة، وما أن نكتشف وسيلة لمحاولة إحباط مساعيه، فإنه يجد تكنولوجيا جديدة، أو وسيلة جديدة لمواصلة أنشطته».
من جهة ثانية، قال الوزير الأميركي إن الولايات المتحدة «ليس لها رغبة في أن يكون لها قواعد دائمة في العراق»، لكنه أشار إلى أن «أي وجود عسكري على المدى الطويل هناك، سيكون أقل كثيراً من المستوى الحالي للقوات» البالغ عددها 140 ألف جندي.
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس أن نخبة من الضباط الأميركيين في العراق وضعت دراسة تشير إلى أنه «أمام الولايات المتحدة الأميركية ستة أشهر لإحراز نصر في الحرب في العراق، وإلا فمواجهة انهيار سياسي وعسكري مماثل لنموذج فيتنام».
ونقلت الصحيفة عن مسوؤل أميركي رفيع المستوى قوله إن نخبة الضباط، المعروفين باسم «أدمغة بغداد»، «يعلمون بأن الوقت يسابقهم، وأن الامور (في العراق) تزداد صعوبة يوماً بعد يوم».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن 1600 جندي أميركي، من الاحتياطيين وفي الخدمة الفعلية، دعوا إلى سحب القوات الأميركية من العراق.
ونشرت الصحيفة رسالة إلى قادة الكونغرس رأوا فيها أن «البقاء في العراق لن يفيد، ولا يستحق الثمن الذي ندفعه».
في هذا الوقت، رأت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي أن حكم الرئيس جورج بوش على حرب العراق «فاسد إلى حد ما»، معربة عن أملها «أن يأخذ (بوش) بالاعتبار حقيقة أن الشعب الأميركي فقد الثقة به».
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس أن الدراسة الأميركية الرسمية عن الهجمات الإرهابية لمرحلة ما بعد غزو العراق «تتعارض مع الإنكار المستمر من بوش ورئيس الوزراء طوني بلير بأن حرب العراق لا علاقة لها بانتشار التطرف عبر العالم».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل أحد جنودها بإطلاق نار في البصرة. كما أعلن الاحتلال الأميركي مقتل أحد جنوده «بنيران أسلحة خفيفة» غربي بغداد.
ولقي 23 عراقياً مصرعهم وأصيب نحو 40 بجروح في هجمات في بغداد وبعقوبة والموصل.
(الأخبار، الغارديان، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، د ب أ، رويترز)